الزهراني يروي لـ"سبق" معاناته مع مستشفيات في الشرقية .. لم أجد حضانة لطفلي..وأبلغت باستلامه جثة هامدة !
"بيانات إعلامية الهدف منها طمأنة المواطن وتسكين الرأي العام" فقد ذهب توجيه وزير الصحة في تاريخ 28/05/2008م بسرعة التنسيق والبحث عن حضانات بالمستشفيات الأخرى في حالة عدم توفرها لدى نفس المستشفى أدراج الرياح".
بهذه العبارات بدأ المواطن خالد محمد الزهراني حديثه عن معاناة ومأساة وفاة مولوده الأول الذي انتظر قدومه سنوات كثيرة قبل أن يتسبب عدم وجود حضانة شاغرة في وفاته داخل أحد المستشفيات الحكومية بالدمام.
الزهراني روى لـ(سبق) تفاصيل المأساة قائلاًً: في يوم السبت الموافق 4/7/1430هـ عند الساعة 05:00 صباحا تم إدخال زوجتي إلى قسم الطوارئ بمستشفى الأطفال والولادة بمدينة الدمام بعد إحساسها بعدة الآم أثناء حملها بالشهر السابع، وفور وصولي تم الكشف عليها بقسم طوارئ النساء وأخبروني بضرورة إجراء ولادة مبكرة لها, وتم إجراء الولادة لها في حوالي الساعة 06:00 صباحاً, واستبشرت خيراً بإنجابها طفلاً في تمام الصحة والعافية، إلا أنه يحتاج إلى حضانة فورية بأسرع وقت, واعتذرت الدكتورة المشرفة على ولادة زوجتي بعدم وجود حضانات شاغرة بالمستشفى, وأخبرتني بأنهم سوف يقومون بالتنسيق مع مستشفيات أخرى لتأمين حضانة لطفلي، وانتظرت بعد ذلك حتى الساعة 08:00 صباحاً في انتظار قدوم موظفي المستشفى الإداريين كي يتم التأكد من توفر حضانة لطفلي، وبعد ذلك اتضح أنه لم يتم توفير أي حضانة، ولم يقوموا بمخاطبة أي مستشفى آخر للبحث عن حضانة، فاتجهت إلى قسم شؤون المرضى وأخبرت أحد الموظفين بما حصل لي من بداية الصباح ورد علي قائلاً (لا يوجد لدينا حضانات وليس لي علاقة بالأمر، وقال لي: اذهب إلى مكتب التنسيق أو إلى مكتب المدير العام أو المدير الطبي) فاتجهت إلى مكتب التنسيق ولم أجد أي موظف وانتظرت حوالي ساعة كاملة ولم يحظر أي موظف في قسم التنسيق، وذهبت مباشرة إلى مدير المستشفى وأخبرته بما حصل, فقال لي انتظر حتى يحظر الموظف, وطالبته بالإسراع؛ لأن التأخير ليس في مصلحة طفلي الذي لايزال خارج الحضانة".
وأضاف :" قال لي بالحرف الواحد: (إذا تريد مصلحة ابنك فخذ التقرير واذهب بنفسك إلى أي مستشفى وابحث له عن حضانة, أو انتظر موظف مكتب التنسيق حتى يحظر) والحديث للمواطن خالد الزهراني الذي قال إنه وبسبب حالة طفلي الحرجة طلبت منه التقرير ولم يكن بوسعي إلا أن أطلب التقرير وأقوم بالبحث بنفسي في المستشفيات الأخرى عن أي حضانة لإنقاذ طفلي, وأخبرني أن التقرير قد تم التوقيع عليه وهو جاهز لدى سكرتيره الخاص, ذهبت إلى السكرتير وقام هو وموظف بقسم شؤون المرضى بالبحث عن تقرير طفلي, وإعطائي صوره من التقرير مكتوب باللغة الانجليزية".
وتابع :" ذهبت بسرعة للبحث عن أي مستشفى يتوفر لديه حضانة لاستقبال طفلي, وبعد محاولتي ومروري بعدة مستشفيات لم أجد أي مستشفى يتوفر لديه حضانة. واتجهت إلى مستشفى قوى الأمن العام التابع لعملي لكي أحصل منه على تحويل إلى مستشفى الملك فهد العسكري بالظهران, وعندما سلمتهم تقرير طفلي, أفادني كبير الأطباء بالمركز بأن التقرير ليس له علاقة بابنك أو زوجتك, وهذا التقرير يعود إلى طفل عمره 18 شهراً، وأن اسم والدته غير اسم زوجتي".
ويضيف :" قمت بالاتصال فوراً بقسم شؤون المرضى وأخبرته بأن التقرير لا يخص طفلي، وأخبرني بأن هنالك خطأ بالتقرير وأن تقريري الصحيح لدى الدكتور المختص وسوف يتم تجهيزه وتسليمه لي.. وبعد ذلك استلمت التقرير الأصل مما أثار غضبي بحكم أن الحالة حرجه ولا تحتمل الخطأ والتأخير، وبعد عدة محاولات مع عدة مستشفيات لم أجد أي حضانة وأخبرني الموظفون بتلك المستشفيات بأن من المفترض أن يقوم المستشفى نفسه بمهام التنسيق والبحث عن حضانة بدلا مني". وتابع :" عدت إلى المستشفى وإلى المدير العام في حوالي الساعة 01:30 ظهراً وأخبرته بأنه لا حول لي ولاقوه, ولم أجد أي حضانة, وقام بالاتصال بالقسم المختص بالحضانة , وألزمهم بضرورة توفير حضانة مؤقتة، وتم وضع طفلي في حضانة مؤقتة ليست لها علاقة بالنمو أو الحماية. حتى يتم التنسيق مع الجهات الأخرى لتوفير حضانة دائمة. وقد أخبرته بالخطأ الذي حصل بالتقرير، فاخبرني بأنه سيتم محاسبة الشخص المخطئ، وعندما سلمته التقرير الخاطئ وذهبت للتأكد من قسم التنسيق فوجئت بأن الموظف المسؤول بقسم التنسيق مع المستشفيات الأخرى لم يحظر إلا في تلك اللحظة، وتأسف مني لأنه كان قادماً من سفر. وعدت الساعة 04:00 عصراً لأجد الوضع كما كان, وأخبرني بأنه ليس هناك أي مستجدات. وعدت مرة أخرى الساعة 08:00 مساء واخبرني بأنه لم يأتيه أي رد من أي مستشفى، ومرّ اليوم الأول على طفلي ولم يتم اتخاذ أي إجراء, أو العثور على حضانة لحماية طفلي بعد عناية الله".
وباليوم التالي في تمام الساعة 11:00 ظهراً تلقيت اتصالا من المستشفى, فاستبشرت خيراً وقلت لعلهم وجدوا حضانة لطفلي, ولكن فوجئت بخبر كالصاعقة علي، أفادوني فيه بوفاة طفلي رحمه الله. وأثناء ذهابي للمستشفى لاستلام طفلي وجدته بحالة يرثى لها وبحالة سيئة جداً, تختلف عن اليوم السابق.
وتساءل المواطن: هل هذا كان بسبب الحضانة ونقص الغذاء أو الإهمال ؟ أو ما هو السبب؟ "
وبهذا أنهي مأساتي مع مستشفى الولادة والأطفال الذي كان سبباً بعد قضاء الله وقدره في وفاة طفلي بسبب إهمالهم في متابعته والعناية به.
وطالب والد الطفل معالي وزير الصحة بفتح ملف للتحقيق في وفاة طفله، ومحاسبة كل من قصر في أداء مهامه، حتى لا يتكرر ذلك مستقبلاً, إتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).