1الاحــــــــــــــــــــــــــلام الكسيــــــــــــــــــــــــــحه
ما ان مالت الشمس الي المغيب كان خالد يعود الي بيته
حاملا معه تعب يوم كامل قابضا علي بعض جنيهات
ما ان يري امه الحبيبه حتي يسلمها اليها وهو سعيد
انه قادر علي تحمل اعباء تلك الاسره البسيطه
عند المساء كان خالد يضع راسه فوق وسادته مطمئن راضي
غير عابئ باي شئ اخر سوي اسرته البسيطه
ذات مره عاد خالد مساء الي قريته كان الشباب يتسامرون ويتحاكون عن جمال ايطاليا
والحياه فيها وكم الاموال التي يجمعونها من عملهم
وكيف صارت قريتهم المتواضعه حديث كل اهل القري المجاوره
منذ بدء شبابها الهجره والاحوال تغيرت كثيرا
لم يكن خالد يوما ينتبه الي البيوت الجميله التي انشئت بالقريه
كان دوما مهموما بعمله وبالاسره الصغيره التي تنتظر منه كل مساء الامل الجديد بحياه مطمئنه غدا
تاهت احلام خالد في مسئوليته بل لم يعد يحلم ابدا
في حارات القريه كانت ام خالد المراه الصايره بعد موت زوجها
اثرت ان تربي اولادها رغم جمال ملامحها المصريه
حكايه نساء القريه عن صبرها ووفائها وكرامتها
مرت بلحظات شظف الحياه وحلاوتها لكنها ابدالا لم تتخلي عن دورها كام
سالتها جارتها ذات مره لم لا تدع خالد يسافر مثل شباب القريه
كانت ترفض دوما لما تسمعه من خطوره الرحله وعدم قدرتهم الماليه علي تحمل مصاريفها
كانت اسبابها الحقيقه خوفها علي ابنها ورجلها الوحيد
يوم بعد يوم بدء خالد ينظر الي القريه تتحول وهم مازالوا يعيشون علي هامشها
جلس ذات مساء وعينييه تلمع ويستمع بشغف الي حكايات الشباب عن اوروبا
وعاودت خالد الاحلام رويدا رويدا في امل بدا يتجسد امامه
لما لا وهم اشد الناس حاجه الي المال
لم يكن يملك سوي دار تاوي اسرته تحميهم من العيون والعقول
حين عاد مساء ذلك اليوم والتعب يعبث بجسده قال لامه في هدوء
اريد ان اسافر ياامي اخوتي يحتاجون الي اموال اكثر لقد سئمنا ان نعيش لناكل
لابد ان اضحي من اجل ان نحيا ونعيش كمن حولنا
اننا نغترب ونحن بين اهلنا فهل غربتي ستكون اقصي من هذا
بكت امه ولم ترد عليه ابدا
الخوف يملائها من المستقبل يبدوا جميلا قد يذهب بكل ماترتكن اليه
وحالها وحال اسرتها الصغيره مازال يتشبس بالامل
ساعتها بدء خالد يبحث عن مخرج لما يتمناه
عن طريق كل الحالمين بحث خالد ووجد اخيرا ضالته
احد سمساره الهجره قبل بعد جهد ان يسافر خالد علي ان يشتري منه بيته
ويدع اسرته تبقي فيه لي ان يرسل خالد اموال ليؤجر لهم بيت اخر
كاد خالد ان يطير فرحا
وافقت امه علي بيع دارها من اجل الاحلام
تمنت لو ينصفها القدر يوما وتعرف معني الاتخاف من الغد
قبل سفر خالد بايام تواترت اخبار بالقريه
عن غرق احد شباب القري المجاوره بعد غرق المركب التي تقلهم
سرت الاخبار بالقريه ولكنها ابدا لم تفتت عزم الشباب عن فكره الهجره
كانت ام خالد تشعر بالخوف يملئ قلبها ويزداد كلما اقترب موعد سفر ولدها
في اليوم المحدد ودع خالد اسرته والبكاء يملئ عيون الاسره التي دوما ما كانت تفارقها الاحزان
حين عانق خالد اخاه الصغير امتلئت عيناه بالدموع
تمني لو كان يمكنه التراجع ليظل يحتضن اخه الي الابد
طلب منه اخاه ان ياتي له بدراجه جميله حين يعود
بعيون باكيه تتطلع الي مجهول ضمت ام خالد ولدها انتابتها قشعريره ام ينخلع منها ولدها
كانت السياره تنهب الطريق وسط الحقول وفكر وعقل خالد في امه واخيه الصغير
سال خالد نفسه
هل مافعله صواب حين باع اخر شئ تمتلكه اسرته تحميهم من غدر الزمن
هل والف هل لعبت براس خالد لم يخرج من التفكير الا حين توقفت السياره
بات ليلته اسيرا داخل دار بعيده عن اعين الناس ومعهم 20 شابا من كافه القري المحيطه
كان حديثهم يحمل الخوف الشديد والامل في حلم قد يتحقق
حشروا في مركب قديمه لساعات لايعملون اين هم
فجرا امرهم ربان السفينه ان يرموا بانفسهم في البحر
كانت المسافه الي الشاطئ لايعلمها احد
اخذوا يسبحون في اتجاه الاضواء البعيده
اصاب خالد اعياء شديد وشارف علي الموت
لحظات عاش خالد فيها علي حافه الهوايه
كانت صوره امه امامه وهي تتلقي خبر غرقه ونحيب اخواته
روادته فكره انهم سوف يلقون في الشارع لاماوي لهم
لقد ضاعوا بعد ان ضاع هو
كيف سيتلقي ا خاه خبر موته
وهو من نام يحلم به بعد عودته حاملا الدراجه التي وعده بها
عندما كان الفجر ياتي حاملا خيوطه البيضاء
كان خالد يتنفس علي الشاطئ
وعقله مازال يجوب دروب القريه التي تسكن حضن الجبل
_____________________________
بقلمي في الأربعاء، 12 أكتوبر