|
تَذَكَّرْتُ لُقْيَانَا جُلُوساً عَـشِيَّةًعَلَى مُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ في دَارَط¸â‚¬َارِقِ |
عَلَى كَاسِرِ الأَمْوَاجِ وَالْمَاءُ حَوْلَنَاوَلِلْبَحْرِ أَمْوَاجٌ كَنَشْرِ الْبَيَارِقِ |
يُظَلِّلُنَا غَيْمٌ لَطِيفٌ تَنَاثَرَتْسَحَائِبُهُ في الْجَوِّ مِثْلُ الرَّقَائِقِ |
عَلَى رَبْوَةٍ خَضْرًا كَأَنَّ زُهُورَهَازَرَابٍ مُحَلاَّةٍ بِشَتَّى النَّمَارِقِ |
وَقَدْ فَاحَ مِنْ تِلْكَ الزُّهُورِ أَرِيجُهَالِنُصْبِحَ في جَوٍّ مِنَ الْحُبِّ عَابِقِ |
يُدِيرُ عَلَيْنَا الرَّاحَ سَاقٍ مُدَرَّبٌبِكَأْسٍ لأِمْزَاجِ الْمُحِبِّينَ لاَئِقِ |
فَنَشْرَبُ كَأْساً إِثْرَ كَأْسٍ لَذِيذَةًيَطِيبُ بِهَا الْوِجْدَانُ مِنْ كُلِّ عَاشِقِ |
وَنَبْنِي بِهَا صَرْحاً مِنَ الْحُبِّ وَالْهَوَىسَمَا في سَمَاءِ الْحُبِّ عَنْ كُلِّ سَامِقِ |
وَنَنْسِجُ أَحْلاَمَ الْخَيَالِ وَنَرْتَقِيبِهَا قِمَّةً تَعْلُو عَلَى كُلِّ شَاهِقِ |
وَنَسْبَحُ في بَحْرِ الْغَرَامِ جَمِيعُنَانَغُوصُ بِلُجَّاتِ الْهَوَى لِلْمَفَارِقِ |
وَنَلْعَبُ دَسْتاً كُلُّنَا فِيهِ فَائِزٌأَكِرُّ عَلَى شَاهَاتِهَا بِالْبَيَادِقِ |
إِذَا أَدْبَرَتْ تَمْشِي الْهُوَيْنَا تَكَاسُلاًوَإِنْ أَقْبَلَتْ تَمْشِي بِخُطْوَاتِ وَاثِقِ |
فَتَسْعَدُ عَيْنُ الصَّبِّ مِنْهَا بِنَظْرَةٍلِقَدٍّ رَشِيقٍ غَايَةً في التَّنَاسُقِ |
وَوَجْهٍ كَحُسْنِ الْبَدْرِ لَيْلَ تَمَامِهِكَسَاهُ الْبَهَا وَالنُّورَ رَبُّ الْخَلاَئِقِ |
مُمَيِّزُهَا الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُبِحُسْنٍ عَلَى كُلِّ الْجَمِيلاَتِ فَائِقِ |
فَتَفْتَرُّ عَنْ ثَغْرٍ جَمِيلٍ كَأَنَّهُبِجُنْحِ ظَلاَمِ اللَّيْلِ وَمْضَاتُ بَارِقِ |
وَتُطْرِبُ آذَاني بِعَذْبِ حَدِيثِهَاحَدِيثٍ نَدِيٍّ نَاعِمِ اللَّفْظِ رَائِقِ |
وَقَدْ لَفَّنَا عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ سَاتِرٌوَعُذْنَا بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ كُلِّ غَاسِقِ |
فَبِتُّ بِذَاكَ اللَّيْلِ وَهْيَ ضَجِيعَتِيتُعَانِقُني حُباًّ ، أَشَدَّ التَّعَانُقِ |
وِسَادَتُهَا كَفِّي ، وَحِضْني مِهَادُهَاوَفي الأَنْفِ مِسْكٌ مِنْ عَبِيرِ الْعَوَاتِقِ |
فَمِنْ لَذَّةٍ ، في نَشْوَةٍ ، ثُمَّ لَذَّةٍتَمُرُّ بِنَا السَّاعَاتُ مَرَّ الدَّقَائِقِ |
قَضَيْنَا بِهَا وَقْتاً جَمِيلاً وَمُمْتِعاًلَهُ لَذَّةٌ في ذِكْرَيَاتِ الْعَوَاشِقِ |
فَيَالَيْتَ ذَاكَ الْوَقْتُ يَرْجِعُ مَرَّةًنُجَدِّدُ عَهْدَ الذِّكْرَيَاتِ السَّوَابِقِ |
لِتُشْفَى نُفُوسُ الْعَاشِقِينَ ، وَتَلْتَقِيرَغَائِبُ حُبٍّ دَاخِلِ الْقَلْبِ صَادِقِ |
فَمَهْمَا يَطُولُ الْبُعْدُ لَمْ أَنْسَ دَارَهَاوَإِنْ شَاءَ رَبِّي عُدْتُ رُغْمَ الْعَوَائِقِ |
سَلاَمٌ عَلَى تِلْكَ الدِّيَارِ وَأَهْلِهَاوَزُوَّارِهَا في كُلِّ ذَرَّةِ شَارِقِ |
|