الموضوع: ثرثرة عرافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2014, 06:29 AM   #1


الصورة الرمزية عسولة مكه
عسولة مكه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1126
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 19-05-2021 (04:27 PM)
 المشاركات : 12,977 [ + ]
 التقييم :  559
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي ثرثرة عرافة



ثــرثــرة عــرافــة



تنفست الصعداء وأنا أستريح على


الكرسي الأول من الميكروباص والذي فقد

الكثير من عافيته وراح يترنح مع


اهتزاز السيارة المتأثر بارتفاع وانخفاض

الطريق والذي بدا كأرض انتهت


من حرب الشوارع منذ لحظات قليلة .

لعنت الطقس الحار فيما مضى ولكن


مع زحمة الأمطار وانسداد فتحات تسريب

المياه إلى الصرف الصحي تمنيت أن تنتهي


الأمطار عن كوكبنا الأخضر ويحل


جفاف يجعل حبات الطين غبارا يطير

بعيدا إلى مكان لا وجود لأحياء فيه

في تلك الساعة فقط أردت أن أكون شيئا ما


بنظارات كبيرة تغطى اغلب وجهي ,

بسيارة عريضة الوجه وثيرة الفرش


, لو كنت ما حلمت لما أحست عظامي بوخز

الحديد الناتئ وصبغت ثيابي بألوان الصدئ

قربي تجلس امرأة ملثمة الوجه تفوح


منها رائحة الجبن , لدرجة أنني

أحسست بالغثيان تمنيت الخروج وهممت

مناديا ًالسائق إلا أن اصطدام عيني بقطرات

المطر المنهمر بغزارة على


الزجاج عقد لساني , كانت تهمهم بجمل

اغلبها غير

مفهوم لكنني استطعت تمييز


لعنهم الله , لعنهم الله ....

استغربت وزاد فضولي ,


وهمست بصوت خافت سائلا

عن السبب , انتفضت كديك الحبش

وراحت تشتم وتهتك الأعراض ,


تمنيت الذوبان كالجليد أمام النار

وان أغوص

إلى الأعماق الدفينة للأرض


الكروية والتي أصبحت خطا ًمستقيما ً بلا نهاية

فجأة أوقفت ثرثرتها وصراخها وسألتني


إذا كنت بحاجة لقراءة بخت , ابتسمت

وقد بدأ العرق يتوقف من انصبابه


اللامعقول وأومأت لها بإشارة الإيجاب ,

أمسكت يدي بقوة فردتها بعصبية


ملمس بشرتها الخشن أثار الحزن


في قلبي ,وراحت تسير بسبابتها فوق

الخطوط التي لاحت بشكل واضح

وراحت تقص أشياء وأشياء لم


اعرف ما الذي حدث وقتها لكن السيارة اهتزت

بقوة وجعلتني الطمها بقوة على وجهها ,

نظرت إلي وقالت

ـ الم اقل لك بأنك ستلطم امرأة


لا تعرفها قريبا ً جدا ً

جحظت عيناي من جديد وأصبحت


مجرد هيكل يجلس بدون حياة , أخبرتني عن

أحداث جرت بعمري الطويل


وأخرى ستحدث, كل ذلك أثار

زوبعة من الأفكار حجبت

رؤيتي لأي شيء .

بدت امرأة طيبة , عندما أوقفت السيارة


بصوتها المبحوح وترجلت أرخيت

جسدي مجددا ً ورحت انتظر بفارغ الصبر


الوصول إلى المكان المحدد كانت لا

تزال القطعة المعدنية تتأرجح في يدي


دفعتها بسرعة ونزلت متجها ً نحو بقال


حارتنا الشعبية لأخبره عن

العرافة العجوز و طالبا ً إعطائي قطعة شوكولا

لابنتي الصغيرة وقتها تنبهت


إلى أن حقيبة جيبي قد اختفت

كما اختفت ثرثرتها

الخيالية .






 
 توقيع : عسولة مكه



رد مع اقتباس