بلحظه تشتت جنونيه والليل صديق
مزق الشاعر كل الابيات في دفاتره
حطم كل اقلام سكنت افكاره الحيري
ظن انه يستطيع ان يمضي بالحياه هكذا
بلا افكار بلا حروف بلا كلمات بلا صراعات
اراد ان ينزع عن كاهله مراره الاحتمالات
الا يتعلق يوما بقوانين النسبيه المجحفه
هكذا تصور الحياه بلا تعلق ولا انتظار
حطم كل الاحلام والامنيات والرغبات
في لحظه قاسيه صار بلا هويه

مرت الايام ثقيله وهو بلا ذكريات
هجرته الحروف المزركشه بسحرها
غابت الكلمات المعبره برونقها المميز
تشابهت الاحوال وهو من كان يجسدها
فقد كل اللحظات المتقلبه بروعتها
ليله كنهاره وامسه كغده بلا جنون
ظن في السكون راحته المفقوده
وبدا بلا قلب ولا عقل ولا عين كالمجذوب

تاه في دروب التعود بحثا عن النسيان
لم تعد تثيره الوجوه الشاحبه المتطلعه
فقد اي شغف للنظر في العيون الجميله
لكنه في اقصي لحظات الرضا شعر بالحنين
تذكر كم كانت تطاوعه الحروف لترسم لوحاته
كم كان يجد ملاذا امنا في كنف الكلمات
كيف يرسم الالم وافراح الناس بافكاره
اشتاق لنظره البريق في عيونهم
وهي تكاد تلتهم الكلمات عشقا
و تعبر عما كتموه و اخفوه بداخلهم
ما عجزوا عن الاعتراف به يوما ما
ملئت عيناه دمعتان وهو يتذكر
كيف تخليت عن اسلحتي وفرشاتي
ترجلت بارادتي عن رسالتي النبيله
كنت في لحظه ضعف اناني هارب
تخلي عن نفسه بتركه اشيائه الجميله

اراد ان يعود الي نفسه بعد قناعات
من جديد حن الي كنوزه المهمله
من تركه طواعيه هل يعود اليه كرها
بحث عن حروفه المنسيه فلم يجدها
فتح خزائنه القديمه فوجدها خاويه
نقب في ذاكرته عن افكار بلا نتيجه
سال نفسه كثيرا اين ذهبت انفاسي
جاءه صمت مطبق ابلغ من الكلمات
ليس هكذا الامر كما تتمني انت
انزوي في اركان النسيان طويلا
فقد القدره عن التعبير والصراخ
جاب الاماكن بحثا لعله يجد حروفه
نشد يسال من كانوا معجبيه بالامس
لم يعرفوه نسوه كما نسي نفسه

عاش علي امل وحيد ان يحيي يوما
ان تعاوده كلماته وتحييه حروفه
ويجد ضالته في زوايا النسيان
في لحظه تشبث بالماضي البعيد
يحلم بان تاتي اليه جميلته الحسناء
تغفر له فعلته وانا انتظرت طويلا
يهذي صباحا ومساء بهمهمه صامته
عله يوما يتمكن من امتلاك الكلمات
بعد ان افقدته الايام القدره عليها
وان مل وكره العيش كالطريد
-------------------
بقلمي