فواز البقمي
23-08-2010, 09:32 AM
كابوس الخزي والهون
بكى لما استيقن ان بصره لزائل ...بدأت عيناه تدمع بغزارة و راحت تذوب شيئا فشيئا..كم وقف امام المرآة فنظر بعينيه..ينحب فيسمعه ابنه ذو السنين الثلاث فيبكي على بكائه ..ثم يجتمع الاهل عليهما فتسيل الدموع.. فعيناه تجف بسرعة و یأخذان شکل صحراء عطشت من قرون.. ذات صبيحة طلب من ابنه ان يخبر بعض الاقارب حتى يتسنى له رؤيتهم..صارت تتوافد عليه بناته وبنيه واخوانه واخواته..كم تزود بجمال الاحبة فلابد له ان يملأ جرابه بحنين مصور على ..آخر اوتار العيون الآيلة الى التصحر...سرح في خيال وخواطر ... كم من اعوام ساعدتني حتى اشاهد الدنيا كي اعيش ...شاهدت عدوي و صديقي وطريقي...الآن لماذا يتركانني ويمشيان من دون رجعة ...؟ بعد هذا كيف اعيش ...؟ شعر انه يقترب من ساعة وداع العالم و نوره..حاول ان ينظر لعله ان يرى ان يشاهد اشياء لم يشاهدها من قبل اشياء اجمل من قبل لم يلتفت الى جمالها لانه يستطيع رؤيتها متى ما شاء ... انها لفكرة جيدة ربما تخلص من كابوس العمى الذي يحاول التهامه في كل حين فيجعله يبكي بكاء الطفل الذي فقد ابويه ...اخذ ريموت التلفاز وضغط على احد ازرته فجاءت فضائية فبحلق عيناه ليرى ليكشف شيئا جديدا ..وكان الخبر مفاده "هز العاصمة بغداد اليوم صباحا انفجار سيارة مفخخة فأدى ذلك الى قتل خمسين شخصا وجرح العشرات" ثم صور القتلى والجرحى والدماء والبكاء ... تأوه كثيرا واحس ان قلبه انتزع من مكانه ولسان حاله يقول ما ذنب هؤلاء الابرياء ... هرب الى فضائية اخرى وكان الخبر مفاده "توغل الجيش المحتل اليوم مخيم جنين مما ادى الى اشتباك المقاومین مع جنود الاحتلال فوقع عشرات القتلى في صفوف المقاومين.." ومع الخبر يشاهد القتال والنزف والموت ... نسى احزانه و اكتوى بحزن الناس تألم كثيرا لمشاهدة الموت والدمار .. رمى بالريموت جانبا ونهض فارا من التلفاز... شرع يتمشى في الحي يتفحص كل شوارعه وأزقته ..هنا عاش السنين وأجمل ايامه ولياليه.. واذا بمتسول مشلول القدم محروق الوجه ومن الجوع و الالم يطرق الابواب ولا باب يفتح له ... زاد حيرة على حيرة كم اثر وحز في قلبه المشهد ...فكأنه لم ير في عمره متسولا واحدا ...لكنه اليوم بدأ ينظر الى الاشياء بنظرة جديدة انها نظرة متعاطف.. نظرة انسان...!!
اطرق رأسه كثيرا وقال في نفسه : الا يا ايها العمى تعال فلم اعد اخشاك .. تعال فانت المخلص من عالم فيه تسود المجازرو الفقر والبكاء والشقاء والكذب والغش والنفاق والتطاول والهمز واللمز والغيبة والنميمة والقذف والربا والزنا وامور يخجل الشخص من ذكرهااا فقد أنقلبت الموازين وسأت الأمور .. بئس الزمن فكم فيك من مشاهد مخزية و مؤلمة لكن كأن الناس لم تراها..تعال يا ايها الظلام فانت الرفيق الشفيق تعال وخذني من عالم الخزي والهون .
تحيتي
بكى لما استيقن ان بصره لزائل ...بدأت عيناه تدمع بغزارة و راحت تذوب شيئا فشيئا..كم وقف امام المرآة فنظر بعينيه..ينحب فيسمعه ابنه ذو السنين الثلاث فيبكي على بكائه ..ثم يجتمع الاهل عليهما فتسيل الدموع.. فعيناه تجف بسرعة و یأخذان شکل صحراء عطشت من قرون.. ذات صبيحة طلب من ابنه ان يخبر بعض الاقارب حتى يتسنى له رؤيتهم..صارت تتوافد عليه بناته وبنيه واخوانه واخواته..كم تزود بجمال الاحبة فلابد له ان يملأ جرابه بحنين مصور على ..آخر اوتار العيون الآيلة الى التصحر...سرح في خيال وخواطر ... كم من اعوام ساعدتني حتى اشاهد الدنيا كي اعيش ...شاهدت عدوي و صديقي وطريقي...الآن لماذا يتركانني ويمشيان من دون رجعة ...؟ بعد هذا كيف اعيش ...؟ شعر انه يقترب من ساعة وداع العالم و نوره..حاول ان ينظر لعله ان يرى ان يشاهد اشياء لم يشاهدها من قبل اشياء اجمل من قبل لم يلتفت الى جمالها لانه يستطيع رؤيتها متى ما شاء ... انها لفكرة جيدة ربما تخلص من كابوس العمى الذي يحاول التهامه في كل حين فيجعله يبكي بكاء الطفل الذي فقد ابويه ...اخذ ريموت التلفاز وضغط على احد ازرته فجاءت فضائية فبحلق عيناه ليرى ليكشف شيئا جديدا ..وكان الخبر مفاده "هز العاصمة بغداد اليوم صباحا انفجار سيارة مفخخة فأدى ذلك الى قتل خمسين شخصا وجرح العشرات" ثم صور القتلى والجرحى والدماء والبكاء ... تأوه كثيرا واحس ان قلبه انتزع من مكانه ولسان حاله يقول ما ذنب هؤلاء الابرياء ... هرب الى فضائية اخرى وكان الخبر مفاده "توغل الجيش المحتل اليوم مخيم جنين مما ادى الى اشتباك المقاومین مع جنود الاحتلال فوقع عشرات القتلى في صفوف المقاومين.." ومع الخبر يشاهد القتال والنزف والموت ... نسى احزانه و اكتوى بحزن الناس تألم كثيرا لمشاهدة الموت والدمار .. رمى بالريموت جانبا ونهض فارا من التلفاز... شرع يتمشى في الحي يتفحص كل شوارعه وأزقته ..هنا عاش السنين وأجمل ايامه ولياليه.. واذا بمتسول مشلول القدم محروق الوجه ومن الجوع و الالم يطرق الابواب ولا باب يفتح له ... زاد حيرة على حيرة كم اثر وحز في قلبه المشهد ...فكأنه لم ير في عمره متسولا واحدا ...لكنه اليوم بدأ ينظر الى الاشياء بنظرة جديدة انها نظرة متعاطف.. نظرة انسان...!!
اطرق رأسه كثيرا وقال في نفسه : الا يا ايها العمى تعال فلم اعد اخشاك .. تعال فانت المخلص من عالم فيه تسود المجازرو الفقر والبكاء والشقاء والكذب والغش والنفاق والتطاول والهمز واللمز والغيبة والنميمة والقذف والربا والزنا وامور يخجل الشخص من ذكرهااا فقد أنقلبت الموازين وسأت الأمور .. بئس الزمن فكم فيك من مشاهد مخزية و مؤلمة لكن كأن الناس لم تراها..تعال يا ايها الظلام فانت الرفيق الشفيق تعال وخذني من عالم الخزي والهون .
تحيتي