المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما نطفئ الأنوار لكي تستقر النفوس..


فواز البقمي
29-07-2010, 03:22 AM
جميلة هذه الحياة بكل ما فيها أفراحنا تسعدنا وأحزاننا تؤلمنا ولكننا نسعد بعد أن تصبح ذكرى

عجيبة تلك الحياة مع كثر ما تقسو علينا إلا أننا ما نزال متمسكين بها نبني الأحلام قصور ونجعلها ركام بأيدينا نشق البيداء انهار ونجعلها قاحلة بإرادتنا ، نعبث بالماضي لنتألم بالحاضر ولا نعلم ما سيفعله المستقبل ونبقى حبيسي الانتظار ، لاضير في إيقاد الشموع تعابير وتفاريح ، ولا حزن في إطفاءها سكون وطمأنينة ...

سكن الألم يوما ليبني له صرحاً شامخاً ، وبكت المقلتين فرحاً وحزنا والمعنى متناقض .. كم تقسين أيتها الحياة ومع كل ذلك تبقى نافذة للأمل مع ضيقها ...

شكى لي صديقاً ألمه ورحلت معه رحلة شقاء ومتعه ، قد لايتفق التعبير بذلك ولكنها عين الحقيقة الصماء ...

ارتقبته وهو مسترسل في حديثه وكلي إنصات وإذعان له اركب الموج معه وانزل السهل تارة ، المس المرسى بيد ولا أجد له شاطئ .. رحلت معه حيث يجب أن أكون.. ذكر لي أن القدر ساقه يوما ليلتقي بشاهينة صغيرة لمعة بعينه كألماسة حرة ساقه العبث بان يرعاها ويحترف الصيد بصحبتها ومكث مع تلك الشاهينة حقبة من الزمن عاش الإبداع بمعيتها تعلمت منه مهارة الصيد وتعلم منها مهارة التحليق بالفضاء تعجبه ببراعتها في الارتقاء والانقضاض على الفريسة وتنبهر بمهارته في اقتناص السمين من الصيد أصبح كل منهما مكمل للأخر ، عاشا على رغد من العيش والتألق زمنا كتب بماء الذهب نجاحاً لايوازيه نجاح لمع بريقه في الأفق وابهر جل الأنام ...

ولكن تناسيا أن الحياة لاتبقى صفاء على الدوام ولكن لابد من عقبات ومفترق طرق ... ساقهما القدر ليوم كبرت فيه تلك الشاهينة وأصبح على الصياد أن يقدم لها باقات الشكر والامتنان على الوقت الذي قضت معه أجمله وأمتعه ، وقف ذلك الصياد كثيرا متأملا شاهينته الألماسية عرف أو خُيلَ له أنه يجب عليه أن يطلق سراحها لتمارس حياتها التي يجب أن تعيشها كبقية الطيور الحرار تعانق الشواهق والأوكار لتمارس حياة جبلها الباري عليها ، عز عليه فراق رفيقة دربه وعز عليها أيضا فراقه ولكن أمام العقل يجب أن تحين ساعة الفراق يوما ...

عقد العزم على حل الوثاق وبكى حرقة ، قاوم الألم دهراً وسكب الدمع نهراً ، ولكن ماذا عساه أن يفعل ومبدأ الحياة يفرض نفسه ...

وقتها أصغى لفكره وقلبه معا ( كم هو جميل أن ترعى العين من يسرها النظر إليه وان يرتوي الفؤاد من حفنات الشجن ) ولكن أين الملتقى ..

وقتها همسّت بإذن صديقي بعبارة أتمنى أن يدركها تماما وهي خلاصة حياة عشتها دهراً

لاتطفئ الأنوار بيدك لتبقى حبيس الظلام ، بل سر على بزوغ ضؤ في ظلمة لعلها تنجلي يوماً ولعل القدر يجمعك بشاهينتك التي أُدرك تماما انك لم ولن تتخلى عنها يوماً ولكنك رغبة في اهدائها حياة سعيدة وكلك شوق لرؤيتها محلقة بسماءها ..

نظر اليّ صديقي وهز رأسه قائلا لن تدرك حرارة الفراق وألمه ولن تعي جرعات الألم حتى وان حاولت ذلك ، ولكن أذكر لي ياصديقي أنني سأبقى ماحييت اعشقها وان عشت صامتاً ...



تحيتي

الرعــد
29-07-2010, 03:28 AM
يسلمو اخي فواز البقمي على الكلمات
الرائعه مثل روعت قلمك الرائع وتسلم
اناملك على ماخطته من عبرات جميله
تقبل مروري

باريس نجد
29-07-2010, 03:56 AM
القدير فواز البقمي:

مقال عانق سماء الأحلام تماما كعناقه للواقع
ومايجب أن يكون لكل محب آثر التضحيه..
لأانكر جمال التضحيه في الحب..ولكنه من أقدم على ذلك من وجهة نظري البسيطه
أنه قبل أن يضحي بلحظات اللقاء ..قد ضحى بالمحب له..
هو الواقع يفرض نفسه ..
وقوانينه
ولكن ايضا يمكن لقوانين الحب أن تروض قوانين واقعناولكن متى..؟
ذلك لايكون الا مع من أيقن أن لاحياة بدون الحبيب..
وهيهات هيهات أن نجد مثل ذلك



تقديري واحترامي

باريس

الجـوووري
29-07-2010, 08:07 AM
::

تسري بنا الحياة بمنحدراتٍ تهوي بنا في مصب مجهول تُسَيْرنا فيه

لحرفك يافواز نكهة خاصه http://www.trateal.com/vb/images/smilies/rose.gif


شكري وتقديري ..

::

فواز البقمي
29-07-2010, 01:28 PM
يسلمو اخي فواز البقمي على الكلمات
الرائعه مثل روعت قلمك الرائع وتسلم
اناملك على ماخطته من عبرات جميله
تقبل مروري

الرعد

اشكر لك حضورك الكريم والذي يدل على متابعتك الدائمة والتي يتميز بها هذا القسم عن سواه لا عدمناك يالغالي ولك .. تحيتي

محمد الروقي
29-07-2010, 01:36 PM
فواز البقمي
اتمنى ان قولي يرتقي لشموخ قلمك
ولكن اقف حاير ولولا خوفي من اخذك بخاطرك
لصمت ورحلت لعجزي عن أعطائك حقك لذا سجل اعجابي وتقديري

فواز البقمي
30-07-2010, 10:08 AM
باريس نجد

الجوووري

صديقي العزيز \ محمد الروقي

بوركتم وبارككم الله وحفظكم ورعاكم







وكل عام وأنتــــــــــــــم خير

والشهر مبارك

عاشق الصمت
30-07-2010, 02:32 PM
كل ماتكتب يعجبني

اشكرك من كل قلبي