فواز البقمي
18-06-2010, 02:30 PM
(من البديهي أنا مجتهد ولكن لو كان هناك ما يؤكد المعلومة فلا مانع من الأضافة والتصحيح )
وأكون شاكر وممتن
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
فيحان الرقاص .. واحد من الشعراء المعروفين من أبناء الجيل الأخير من شعراء البادية الحقيقيين .
فيحان الرقاص .. فارس وشاعر معروف من شعراء قبيلة عتيبة المعروفين ، ويكفينا للتعرف به أن نذكر أنه قائل بيت الفخر الشهير :
ربعي عتيبة من العارض ليا الحرة =سقم المعادي ليا جا العلم مردودي
شاعرنا هو فيحان بن ثمر الرقاص الحافي من بطن الروقة من قبيلة عتيبة ، وقد عاش في أوائل القرن العشرين ، ولابد وأنه عاش من القرن الميلادي الذي سبقة سنوات لا بأس بها إن يذكر تاريخ لوفاته هو سنة ( 1350هـ - 1931م ) ، وليس بين أيدينا ما يدل على انه مات شاباً ، وبهذا يكون الرقاص قد عاصر بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية ، وعاش فترة في كنف أمير الإحساء عبدالله بن جلوي آل سعود ( المتوفي سنة 1935م ) .
ومن أول ما وصلنا من أخبار الرقاص عندما كسرت رجله في أحد المعارك سنة ( 1330هـ ) فنقل إلى بلدة ( الشعراء ) كسيراً ، وأقام فيها فترة طويلة ، وقد احتفى به أهل الشعراء ، وأكرموه مدة إقامته فيها ضيفاً على أميرهم ( ابن مسعود ) معززاً مكرماً ، ولكن طالت المدة دون أن يجبر كسره ، فبعث بقصيدة طويلة إلى جماعته الحفاة منها قوله :
يقول حافي .. مولع ومولاع =لاعه من الدنيا .. هموم وغرابيل
منه الضمير ، وواهج القلب ينلاع =كما يلوع الشعف .. لدن السنابيل
ياراكب اربع .. ربع من عقب مرباع =شعلٍ شمعليّات .. رمل مراميل
فج مناكبهن على لمس الأقواع =يعرج بهن اليا عطنّ المداهيل
خضع الرقاب ، ومشيهن بالتخوّاع =قطم الفخوذ .. لحومهنّه معازيل
مافوقهن إلا الجواعد والانطاع =وعيال في دوج الغداري دواليل
تقلّلوا من ديرة المد والصاع =دارٍ بخيلة .. مير اهلها مشاكيل
إنصو فريدة شعر من حيث الاسناع =وما جذبكم شوف مدّ الدرابيل
لازم يطالعكم مع الليل لّماع =نار .. يقرّب جمرها للمعاميل
أول شببكم خمس طبخاتٍ اتباع =بريّةٍ .. ما بهّرت بالزنجبيل
مجالسٍ ما قطّعت بالتلمّاع =من جا محيّاً بع ومن راح ماسيل
ونفس القصيدة ... مع البحث وجدناها بصيغة ثانية وبرواية مختلفة
يــــقـــــول حـــافـــيّـــاً مـــــولّـــــع ومــــــــــولاع=جــايّـــه مـــــن الـدنــيــا هــمـــوم وغــرابــيــل
مــنــه الـضـمـيـر وواهــــج الـقــلــب يـــــلاّع=كــمــا يــلــوع الـشــعــف لـــــدن الـسـنـابـيـل
يـاراكــب اربـــع ربـــع مـــن عـقــب مـربــاع=شـــعــــل شـمـعـلــيّــات رمــــــــل ٍ مــرامـــيـــل
فـــج ّ ٍ مناكـبـهـن عـلــن لـمــس الأكــــواع=يــعــرج بــهــن إلــيـــا عــطـــن ّ الـمـداهـيــل
خــضــع الــرقـــاب ومـشـيـهــن بـالـتـخــوّاع=قـــطـــم الــفــخـــوذ لـحـومـهــنّــه مــعــازيـــل
عصـو عصـاو وبالعـصـا عـصـو وأطــواع=ومـربــعــات ٍ فـــــي ســجـــا كـلّــهــن حــيـــل
مــافــوقــهــن الا الــجـــواعـــد والانــــطـــــاع=وعـــيـــال فــــــي دوج الـــغــــداري دوالـــيــــل
مـسـراحـهـن مــــن ديــــرة الــمــد والــصــاع=دار بـخـيــلــه مـــيـــر أهــلــهـــا مـشــاكــيــل
إلـهــن صــــلاة الـصـبــح بـغـثــاه مـنـشــاع=مــنــشــاع مــرمــيّــات خـــطـــو الـمـغــازيــل
والـــدرب مـــن بـيــن الـعـرايـس لـيــا تــــاع=والــعــصــر يـــــــم الـخـنـفـسـيّــه مـخــالــيــل
انصـو فريـدة شـعـر مــن حـيـث الاسـنـاع=ومـاجــذبــكــم شـــــــوف مــــــــد الــدرابـــيـــل
لازم يـطـالـعــكــم مـــــــع الــلـــيـــل لــــمّــــاع=نــــــــارا ً يــــقــــرّب جــمـــرهـــا لـلـمـعــامــيــل
اول شـبـبـكـم خــمــس طـبـخــات ٍ اتــبـــاع=بــــــريّـــــــة ٍ مــــابــــهّـــــرت بــالــزبــنــجــيـــل
وبــيــت ٍ يـشـيّــد يـــــوم حــلّـــو بــالاســـراع=بــيـــت ٍ لــشـــرّاب الـحـشــايــش مــداهــيــل
ونــجـــر ٍ يـلـجـلــج والـمـخـالـيــق هـــجّـــاع=تـلــقــى رويــمـــي يـقــرعــه تــالـــي الـلــيــل
ومـــجـــالــــس ٍ مــاقــطّـــعـــت بــالــتــلــمّــاع=مــن جــاء محـيّـا ً بــه ومــن راح مـاسـيـل
في ضـف ابـو نايـف حمـى قاصـر البـاع=يــــــوم الــخــفــاف يـجـانــبــون الـزمـامــيــل
يـلــوذبــه مـــــن كـــــان مـــيّـــس ومـــرتـــاع=لـــــــن رفّــــعــــوا لـقـطــيّــهــن الـمـســاحــيــل
ولا الـغـفـيـلــي بــســلّـــة الــهــنـــد قـــطّــــاع=سـيــف ٍ مـصـقّـل مـــن خـيــار المصـاقـيـل
حــــــوّاف لـــلاعـــداء وفــــــارس وقـــطّــــاع=وحـــــزام بـالـكــربــه وبـالـصــبــر حـلـحــيــل
وبـن خنيـصـر فــي ضـحـى الـكـون بـيّـاع=يــهــوي عـلـيـهــم مــثـــل طــيـــر الـنـبـابـيـل
وغــيــره لــيــا شــــاف الـمـسـايـيـر شـــــوّاع=ويــفّــرق الــلــي يـلـزمــه مــــن مـحـاصـيـل
مـــاهــــو مـعـيــثــيــر ٍ خــبـــيـــل ٍ وقــــبّــــاع=وإن جـاك فـي وسـط المجـالـس لـيـا فـيـل
وفيـهـم تــرى ابــن الـتـوم للهجــن مــزواع=ربــعـــي ذوي ربـــعـــي كــــــرام ومـشـاكــيــل
إرجـــــــــال عـــــــــرف ٍ ولـــلـــديـــن تــــبّـــــاع=وعـــيّـــات لــغــصــون الـبـلــنــزي نــواتــيـــل
إمـخـضــبّــه بـايـمـانــهــم كـــــــل مـــســــواع=لــلـــريـــم فــــــــوق أرقــابــهــنّــه عـــرابـــيـــل
غــازي وضـيــف الله عـلــى كـــل الانـــواع=ربــــعٍ عــلــى كــثـــر الـخــســاره مـراحــيــل
ومعجب عشير إمخوتمت عشر الأصباع=وابــــو ســنــد خــصّـــوه ذيـــــب الـريـاجـيــل
ثــم انـصــوا الـلــي رفـقـتـه تـبــر الاوجـــاع=بـرجـس سـعــد قـلـبـي لـيــا ضـــدّه الـشـيـل
ومــن عـقـب بـرجـس درّجــوا لاخــو هــزّاع=فـــازع حــديــد الـهـنــد عــطــب الـمـواشـيـل
وبــاق الـعـرب صـدقــان لـكــن إلـــي نـــاع=مـــاكـــل ّ ٍ اتـعــبــلــه أركـــــــان ومــراســيـــل
مايـبـهـج الضـمـيـان ضحـضـاحـة الــقــاع=ولايــــبـــــرد الـــحـــسّـــات زود الــتــعــالــيــل
ولاواحـــــــــد ٍ جــــايـــــز بـــلـــيّـــا تـــمـــتّــــاع=ولاودايٍ يـخــضــر جـنــابــه بـــــلا ســيـــل
وبعد ذلك يعدد الرقاص وجهاء جماعته ويذكر مكارمهم ، وعندما جاءتهم القصيدة حرّكت مشاعرهم ، فأرسلوا أربعة من اللهجن ، وعليها ثمانية رجال إلى الشعراء ، فطلبوا من مستضيفي ( فيحان الرقاص ) أن يسمحوا لهم بنقله إلى ديرته ، وبالفعل نقلوه معهم في ناقلة تشبه نعش الميّت على أكتافهم حيث كان ينقله أربعة منهم سيراً على الأقدام ، ويظل أربعة على الهجن ، ويتناوبون على ذلك حتى وصلوا ديارهم في البادية .
ومن قصائد الرقاص خلال إقامته في ( الشعراء ) لدى آل مسعود قوله :
راكب اللي طيّره لفح السفايف =رفض للتكريب وان حرك خفيفي
سرحةٍ من دار مكرمة الضعايف =دار ابن مسعود هو ويّا العريفي
نحّره خشم الفريدة بالوصايف =وان غويت الدرب عدّ اصفر عفيفي
قل كتب لك واحدٍ دمعه ذرايف =من صلايب جدّكم ماهو حليفي
قل تراهو ما يبات من الحسايف =وده ابكم .. لوّ أقشركم يضيفي
ومن الحوادث التي جرت لفيحان أثنا وجوده في الإحساء ، وقد خلدها بشعره عندما سجن بسبب موقف حاول فيه التوسط لإطلاق أحد المساجين ، وعندما دخل السجن جاءته زوجته ، وقالت : ( يا فيحان .. أبحني ، فربما لا نتواجه ثانية ) ، فتأثر من كلامها ، وقال قصيدة منها قوله :
ألا ما اخون الدنيا تمنّي وترمي اسباب =تلبّس لعاشقها ، وهي زوجة ابليسي
وقد حذّروا عنها هل الفقه والألباب =كلت قبلنا .. ربع عليها معاريسي
ويالابس الاولس وراسك مشط بخضاب =أبحني وانا ابيحك ترى الراس قد ريسي
ولا همّي الاّ عبرتي داخل الدبّاب =ومن عبرتي بكّيت كل المحابيسي
هذا عقب كيف وماوة تشغب الطرّاب =وانا بين ربعي كاسبين النواميسي
ونركب على قب نقلهن هذيل ذياب =شخلهن مع التشويل در المعابيسي
عليهن غياهب روق وان حلّت الأكراب =ضوارن نهار الضيق جدع الملابيسي
ونرمي العشا للطير من عايل الأجناب =بطاريف شولٍ يرتع القفر ما ديسي
ويا واهب التوبة على مذنبٍ ما تاب =برحمتك يقلع عن جميع التدانيسي
ذنوبه بلوح الحفظ مسطورة بكتاب =لو انّه كتبها ما خذتها القراطيسي
ونأتي هنا لأشهر قصائد الرقاص ، والتي قالها بعد خروجه من السجن ، وهو متجه غرباً إلى ديار قومه :
وا هني من زرفلت به بكرة حرّة =معطن مزاليج والا معطن الجودي
ربعي عتيبة من العارض ليا الحرّة =سقم المعادي ليا جا العلم مردودي
والعلم الآخر ليا عقبوا على الجرّة =والسبر جاهم من اللي قدم مطرودي
صاح المصيّح وركبوا كلّ حزبرّه =ثم ثار عج الرمك ، وازتاد بارودي
يوم عبوس نشوف الشمس محمرّة =والشيخ ينخى هل العادات بفنودي
هذي طريحة .. تزر الدمّ وتثرّه =وهذي قلاعة والاخرى تصقل العودي
لعيون من حبّنا واللي لحق شرّه =فعلٍ يداوي كبود ويجرح كبودي
القصيدة صوتية
http://www.otaiby.com/inf/voicesm/119.rm
ولعل أبرز ما قاله الرقاص في مجال الغزل ، وأطول ما وصلنا له من قصيد تلك القصيدة ذات القافية الغربية التي قال في أولها :
يا لجّتي .. لجلاج ذيبٍ عوويا =يوعي النيام اللي هواجيع بعواه
يقنب ليا منّ العباد أهجعويا =لجّت ضلوعه وازرق الجوع قزاه
هيّض علي هاجسي في الخلويا =هاجس بعد هوجست به قلت الاواه
والا ان قلب الودّ فيه السحويا =يدري الذنوب وبيّح الله خفاياه
وفي رواية أخرى
يالجتي لجلاج ذيب عوويا = يوعي النيام اللي هواجيع بعواه
يقنب ليا من العباد أهجعويا = لجت طلوعه وازرق الجوع قزاه
هيض علي هاجسي في الخلويا = هاجس بعد هوجست به قلت الاواه
بنيت بيتا من البيوت الهوويا = بيت طويل ولا اعمس البال مبناه
واليا ان قلب الود فيه السحويا = يدري الذنوب وبيح الله خفاياه
ياراكب اللي يقطعن الدهويا = ستين عد احسابهم ماغويناه
املاط مابردوفهن اردفويا = والكل منهن تسعة اشهر معفاه
يمشون بالاثنين يوم اسرحويا = والحول هو ميعادهم بالموافاه
اهل اربع يم الحوم سندويا = يوم الحرم كل من الناس ينصاه
ويودعونه كان هم مالقويا = ويطق لي بالتيل ويشوف رداه
والقصيده اطول من ذالك
هذا وتنسب لفيحان بعض الهجينيات التي لا نعرف صحة نسبتها إليه ، ولعا أشهرها تلك الغزلية ، التالية
العين لك بالهوى لفتـه =ما انت على دين الاخواني
هو معجبك واحـدٍ شفتـه =عـوده مـن الـزيـن ريــاني
شفتـه وحفتـه ووالفـتـه =قـفــا بقـلـبـي وخـلانــي
الاولــه لـيــت ماشـفـتـه =والثانيـة ليـت مـاجـانـي
والثالـثـة يــوم واجـهـتـه =جـذ المعالـيـق وابكـانـي
الكحل بـا لعيـن سايجتـه =كن الهـدب ريـش غربـاني
والقرن الاشقر منسفتـه =يـاتـيٍ محاقـيـب وبـطـاني
والثـوب بالـزري ناقشتـه =كـنـه مساحـيـب ديـبــاني
والـردف للثـوب شايلـتـه =الحـجـل بالـسـاق رنـــاني
والنـهـد للـثـوب شايلـتـه =كــنــه طـلالـيــع رمــــاني
يـا مـل قلـبٍ يبـي عفتـه =يــا مــا عذلـتـه وعيـانـي
وكما نسبت هذه القصيدة لفيحان ، فقد نسبت إلى غيره كمحمد اليحيى ، وابن حميد راعي السليمة بالخرج ، ونسبت للرقاص أيضاً هذه الهجينية :
يا ركب اللي بعيد .. الخد يطونه =حراير من ضرايب جيش ابن ثاني
تكفون يا اهل النضا سجوا عليهنه =سجّوا ولجّوا وصيّور العمر فاني
وهذه القصيدة منسوبة أيضاً للأمير سعود الكبير بن عبدالعزيز آل سعود ، وعلى العموم هذه كانت جولتنا مع شاعر وفارس متميز في ركائز الموروث .
تحيتي
وأكون شاكر وممتن
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
فيحان الرقاص .. واحد من الشعراء المعروفين من أبناء الجيل الأخير من شعراء البادية الحقيقيين .
فيحان الرقاص .. فارس وشاعر معروف من شعراء قبيلة عتيبة المعروفين ، ويكفينا للتعرف به أن نذكر أنه قائل بيت الفخر الشهير :
ربعي عتيبة من العارض ليا الحرة =سقم المعادي ليا جا العلم مردودي
شاعرنا هو فيحان بن ثمر الرقاص الحافي من بطن الروقة من قبيلة عتيبة ، وقد عاش في أوائل القرن العشرين ، ولابد وأنه عاش من القرن الميلادي الذي سبقة سنوات لا بأس بها إن يذكر تاريخ لوفاته هو سنة ( 1350هـ - 1931م ) ، وليس بين أيدينا ما يدل على انه مات شاباً ، وبهذا يكون الرقاص قد عاصر بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية ، وعاش فترة في كنف أمير الإحساء عبدالله بن جلوي آل سعود ( المتوفي سنة 1935م ) .
ومن أول ما وصلنا من أخبار الرقاص عندما كسرت رجله في أحد المعارك سنة ( 1330هـ ) فنقل إلى بلدة ( الشعراء ) كسيراً ، وأقام فيها فترة طويلة ، وقد احتفى به أهل الشعراء ، وأكرموه مدة إقامته فيها ضيفاً على أميرهم ( ابن مسعود ) معززاً مكرماً ، ولكن طالت المدة دون أن يجبر كسره ، فبعث بقصيدة طويلة إلى جماعته الحفاة منها قوله :
يقول حافي .. مولع ومولاع =لاعه من الدنيا .. هموم وغرابيل
منه الضمير ، وواهج القلب ينلاع =كما يلوع الشعف .. لدن السنابيل
ياراكب اربع .. ربع من عقب مرباع =شعلٍ شمعليّات .. رمل مراميل
فج مناكبهن على لمس الأقواع =يعرج بهن اليا عطنّ المداهيل
خضع الرقاب ، ومشيهن بالتخوّاع =قطم الفخوذ .. لحومهنّه معازيل
مافوقهن إلا الجواعد والانطاع =وعيال في دوج الغداري دواليل
تقلّلوا من ديرة المد والصاع =دارٍ بخيلة .. مير اهلها مشاكيل
إنصو فريدة شعر من حيث الاسناع =وما جذبكم شوف مدّ الدرابيل
لازم يطالعكم مع الليل لّماع =نار .. يقرّب جمرها للمعاميل
أول شببكم خمس طبخاتٍ اتباع =بريّةٍ .. ما بهّرت بالزنجبيل
مجالسٍ ما قطّعت بالتلمّاع =من جا محيّاً بع ومن راح ماسيل
ونفس القصيدة ... مع البحث وجدناها بصيغة ثانية وبرواية مختلفة
يــــقـــــول حـــافـــيّـــاً مـــــولّـــــع ومــــــــــولاع=جــايّـــه مـــــن الـدنــيــا هــمـــوم وغــرابــيــل
مــنــه الـضـمـيـر وواهــــج الـقــلــب يـــــلاّع=كــمــا يــلــوع الـشــعــف لـــــدن الـسـنـابـيـل
يـاراكــب اربـــع ربـــع مـــن عـقــب مـربــاع=شـــعــــل شـمـعـلــيّــات رمــــــــل ٍ مــرامـــيـــل
فـــج ّ ٍ مناكـبـهـن عـلــن لـمــس الأكــــواع=يــعــرج بــهــن إلــيـــا عــطـــن ّ الـمـداهـيــل
خــضــع الــرقـــاب ومـشـيـهــن بـالـتـخــوّاع=قـــطـــم الــفــخـــوذ لـحـومـهــنّــه مــعــازيـــل
عصـو عصـاو وبالعـصـا عـصـو وأطــواع=ومـربــعــات ٍ فـــــي ســجـــا كـلّــهــن حــيـــل
مــافــوقــهــن الا الــجـــواعـــد والانــــطـــــاع=وعـــيـــال فــــــي دوج الـــغــــداري دوالـــيــــل
مـسـراحـهـن مــــن ديــــرة الــمــد والــصــاع=دار بـخـيــلــه مـــيـــر أهــلــهـــا مـشــاكــيــل
إلـهــن صــــلاة الـصـبــح بـغـثــاه مـنـشــاع=مــنــشــاع مــرمــيّــات خـــطـــو الـمـغــازيــل
والـــدرب مـــن بـيــن الـعـرايـس لـيــا تــــاع=والــعــصــر يـــــــم الـخـنـفـسـيّــه مـخــالــيــل
انصـو فريـدة شـعـر مــن حـيـث الاسـنـاع=ومـاجــذبــكــم شـــــــوف مــــــــد الــدرابـــيـــل
لازم يـطـالـعــكــم مـــــــع الــلـــيـــل لــــمّــــاع=نــــــــارا ً يــــقــــرّب جــمـــرهـــا لـلـمـعــامــيــل
اول شـبـبـكـم خــمــس طـبـخــات ٍ اتــبـــاع=بــــــريّـــــــة ٍ مــــابــــهّـــــرت بــالــزبــنــجــيـــل
وبــيــت ٍ يـشـيّــد يـــــوم حــلّـــو بــالاســـراع=بــيـــت ٍ لــشـــرّاب الـحـشــايــش مــداهــيــل
ونــجـــر ٍ يـلـجـلــج والـمـخـالـيــق هـــجّـــاع=تـلــقــى رويــمـــي يـقــرعــه تــالـــي الـلــيــل
ومـــجـــالــــس ٍ مــاقــطّـــعـــت بــالــتــلــمّــاع=مــن جــاء محـيّـا ً بــه ومــن راح مـاسـيـل
في ضـف ابـو نايـف حمـى قاصـر البـاع=يــــــوم الــخــفــاف يـجـانــبــون الـزمـامــيــل
يـلــوذبــه مـــــن كـــــان مـــيّـــس ومـــرتـــاع=لـــــــن رفّــــعــــوا لـقـطــيّــهــن الـمـســاحــيــل
ولا الـغـفـيـلــي بــســلّـــة الــهــنـــد قـــطّــــاع=سـيــف ٍ مـصـقّـل مـــن خـيــار المصـاقـيـل
حــــــوّاف لـــلاعـــداء وفــــــارس وقـــطّــــاع=وحـــــزام بـالـكــربــه وبـالـصــبــر حـلـحــيــل
وبـن خنيـصـر فــي ضـحـى الـكـون بـيّـاع=يــهــوي عـلـيـهــم مــثـــل طــيـــر الـنـبـابـيـل
وغــيــره لــيــا شــــاف الـمـسـايـيـر شـــــوّاع=ويــفّــرق الــلــي يـلـزمــه مــــن مـحـاصـيـل
مـــاهــــو مـعـيــثــيــر ٍ خــبـــيـــل ٍ وقــــبّــــاع=وإن جـاك فـي وسـط المجـالـس لـيـا فـيـل
وفيـهـم تــرى ابــن الـتـوم للهجــن مــزواع=ربــعـــي ذوي ربـــعـــي كــــــرام ومـشـاكــيــل
إرجـــــــــال عـــــــــرف ٍ ولـــلـــديـــن تــــبّـــــاع=وعـــيّـــات لــغــصــون الـبـلــنــزي نــواتــيـــل
إمـخـضــبّــه بـايـمـانــهــم كـــــــل مـــســــواع=لــلـــريـــم فــــــــوق أرقــابــهــنّــه عـــرابـــيـــل
غــازي وضـيــف الله عـلــى كـــل الانـــواع=ربــــعٍ عــلــى كــثـــر الـخــســاره مـراحــيــل
ومعجب عشير إمخوتمت عشر الأصباع=وابــــو ســنــد خــصّـــوه ذيـــــب الـريـاجـيــل
ثــم انـصــوا الـلــي رفـقـتـه تـبــر الاوجـــاع=بـرجـس سـعــد قـلـبـي لـيــا ضـــدّه الـشـيـل
ومــن عـقـب بـرجـس درّجــوا لاخــو هــزّاع=فـــازع حــديــد الـهـنــد عــطــب الـمـواشـيـل
وبــاق الـعـرب صـدقــان لـكــن إلـــي نـــاع=مـــاكـــل ّ ٍ اتـعــبــلــه أركـــــــان ومــراســيـــل
مايـبـهـج الضـمـيـان ضحـضـاحـة الــقــاع=ولايــــبـــــرد الـــحـــسّـــات زود الــتــعــالــيــل
ولاواحـــــــــد ٍ جــــايـــــز بـــلـــيّـــا تـــمـــتّــــاع=ولاودايٍ يـخــضــر جـنــابــه بـــــلا ســيـــل
وبعد ذلك يعدد الرقاص وجهاء جماعته ويذكر مكارمهم ، وعندما جاءتهم القصيدة حرّكت مشاعرهم ، فأرسلوا أربعة من اللهجن ، وعليها ثمانية رجال إلى الشعراء ، فطلبوا من مستضيفي ( فيحان الرقاص ) أن يسمحوا لهم بنقله إلى ديرته ، وبالفعل نقلوه معهم في ناقلة تشبه نعش الميّت على أكتافهم حيث كان ينقله أربعة منهم سيراً على الأقدام ، ويظل أربعة على الهجن ، ويتناوبون على ذلك حتى وصلوا ديارهم في البادية .
ومن قصائد الرقاص خلال إقامته في ( الشعراء ) لدى آل مسعود قوله :
راكب اللي طيّره لفح السفايف =رفض للتكريب وان حرك خفيفي
سرحةٍ من دار مكرمة الضعايف =دار ابن مسعود هو ويّا العريفي
نحّره خشم الفريدة بالوصايف =وان غويت الدرب عدّ اصفر عفيفي
قل كتب لك واحدٍ دمعه ذرايف =من صلايب جدّكم ماهو حليفي
قل تراهو ما يبات من الحسايف =وده ابكم .. لوّ أقشركم يضيفي
ومن الحوادث التي جرت لفيحان أثنا وجوده في الإحساء ، وقد خلدها بشعره عندما سجن بسبب موقف حاول فيه التوسط لإطلاق أحد المساجين ، وعندما دخل السجن جاءته زوجته ، وقالت : ( يا فيحان .. أبحني ، فربما لا نتواجه ثانية ) ، فتأثر من كلامها ، وقال قصيدة منها قوله :
ألا ما اخون الدنيا تمنّي وترمي اسباب =تلبّس لعاشقها ، وهي زوجة ابليسي
وقد حذّروا عنها هل الفقه والألباب =كلت قبلنا .. ربع عليها معاريسي
ويالابس الاولس وراسك مشط بخضاب =أبحني وانا ابيحك ترى الراس قد ريسي
ولا همّي الاّ عبرتي داخل الدبّاب =ومن عبرتي بكّيت كل المحابيسي
هذا عقب كيف وماوة تشغب الطرّاب =وانا بين ربعي كاسبين النواميسي
ونركب على قب نقلهن هذيل ذياب =شخلهن مع التشويل در المعابيسي
عليهن غياهب روق وان حلّت الأكراب =ضوارن نهار الضيق جدع الملابيسي
ونرمي العشا للطير من عايل الأجناب =بطاريف شولٍ يرتع القفر ما ديسي
ويا واهب التوبة على مذنبٍ ما تاب =برحمتك يقلع عن جميع التدانيسي
ذنوبه بلوح الحفظ مسطورة بكتاب =لو انّه كتبها ما خذتها القراطيسي
ونأتي هنا لأشهر قصائد الرقاص ، والتي قالها بعد خروجه من السجن ، وهو متجه غرباً إلى ديار قومه :
وا هني من زرفلت به بكرة حرّة =معطن مزاليج والا معطن الجودي
ربعي عتيبة من العارض ليا الحرّة =سقم المعادي ليا جا العلم مردودي
والعلم الآخر ليا عقبوا على الجرّة =والسبر جاهم من اللي قدم مطرودي
صاح المصيّح وركبوا كلّ حزبرّه =ثم ثار عج الرمك ، وازتاد بارودي
يوم عبوس نشوف الشمس محمرّة =والشيخ ينخى هل العادات بفنودي
هذي طريحة .. تزر الدمّ وتثرّه =وهذي قلاعة والاخرى تصقل العودي
لعيون من حبّنا واللي لحق شرّه =فعلٍ يداوي كبود ويجرح كبودي
القصيدة صوتية
http://www.otaiby.com/inf/voicesm/119.rm
ولعل أبرز ما قاله الرقاص في مجال الغزل ، وأطول ما وصلنا له من قصيد تلك القصيدة ذات القافية الغربية التي قال في أولها :
يا لجّتي .. لجلاج ذيبٍ عوويا =يوعي النيام اللي هواجيع بعواه
يقنب ليا منّ العباد أهجعويا =لجّت ضلوعه وازرق الجوع قزاه
هيّض علي هاجسي في الخلويا =هاجس بعد هوجست به قلت الاواه
والا ان قلب الودّ فيه السحويا =يدري الذنوب وبيّح الله خفاياه
وفي رواية أخرى
يالجتي لجلاج ذيب عوويا = يوعي النيام اللي هواجيع بعواه
يقنب ليا من العباد أهجعويا = لجت طلوعه وازرق الجوع قزاه
هيض علي هاجسي في الخلويا = هاجس بعد هوجست به قلت الاواه
بنيت بيتا من البيوت الهوويا = بيت طويل ولا اعمس البال مبناه
واليا ان قلب الود فيه السحويا = يدري الذنوب وبيح الله خفاياه
ياراكب اللي يقطعن الدهويا = ستين عد احسابهم ماغويناه
املاط مابردوفهن اردفويا = والكل منهن تسعة اشهر معفاه
يمشون بالاثنين يوم اسرحويا = والحول هو ميعادهم بالموافاه
اهل اربع يم الحوم سندويا = يوم الحرم كل من الناس ينصاه
ويودعونه كان هم مالقويا = ويطق لي بالتيل ويشوف رداه
والقصيده اطول من ذالك
هذا وتنسب لفيحان بعض الهجينيات التي لا نعرف صحة نسبتها إليه ، ولعا أشهرها تلك الغزلية ، التالية
العين لك بالهوى لفتـه =ما انت على دين الاخواني
هو معجبك واحـدٍ شفتـه =عـوده مـن الـزيـن ريــاني
شفتـه وحفتـه ووالفـتـه =قـفــا بقـلـبـي وخـلانــي
الاولــه لـيــت ماشـفـتـه =والثانيـة ليـت مـاجـانـي
والثالـثـة يــوم واجـهـتـه =جـذ المعالـيـق وابكـانـي
الكحل بـا لعيـن سايجتـه =كن الهـدب ريـش غربـاني
والقرن الاشقر منسفتـه =يـاتـيٍ محاقـيـب وبـطـاني
والثـوب بالـزري ناقشتـه =كـنـه مساحـيـب ديـبــاني
والـردف للثـوب شايلـتـه =الحـجـل بالـسـاق رنـــاني
والنـهـد للـثـوب شايلـتـه =كــنــه طـلالـيــع رمــــاني
يـا مـل قلـبٍ يبـي عفتـه =يــا مــا عذلـتـه وعيـانـي
وكما نسبت هذه القصيدة لفيحان ، فقد نسبت إلى غيره كمحمد اليحيى ، وابن حميد راعي السليمة بالخرج ، ونسبت للرقاص أيضاً هذه الهجينية :
يا ركب اللي بعيد .. الخد يطونه =حراير من ضرايب جيش ابن ثاني
تكفون يا اهل النضا سجوا عليهنه =سجّوا ولجّوا وصيّور العمر فاني
وهذه القصيدة منسوبة أيضاً للأمير سعود الكبير بن عبدالعزيز آل سعود ، وعلى العموم هذه كانت جولتنا مع شاعر وفارس متميز في ركائز الموروث .
تحيتي