المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرور ضرير


فواز البقمي
17-02-2010, 09:58 PM
غرور ضرير



كان البناء عالٍِ وكانت النوافذ متقابلة لا يفصل بين المنازل الا عدة أمتار
كان هناك بناء يأخذ بين المنازل أتجاهـ أخر له طراز خاص في بنائه هذا ما لفت أنتباهى له من الوهلة الأولى ولكنه مطفاء بصفة مستمر كنت أقف في تلك النافذة بصفة شبه مستمرة أراقب الجميع ولكن لا أحد يراني جلست على هذه الحالة فترة طويلة ليس لي متنفس الا تلك النافذة الصغيرة مرت الأيام وتلتها الشهور وأنا ما زلت على حالي أراقب وأتعجب مما يدور في محيط تلك النافذة حتى أنني ربما أجدت حفظ كل ما يحدث في هذا المحيط .. !!
كانت المفاجأة في تلك الليلة عندما ذهب نظري إلى ذلك البناء وكأنني أرى به ضوء قلت في نفسي عجبآ أيكون قد سكنه أحد ما وأنا لم أشعر أم هي أشباح تسكن ذلك المنزل أم ماذا... ؟؟؟ من هنا جعلته هدفي لأعرف جديد هذا الحدث ... بقيت تلك الأنوار مضاءة حتى وقت متأخر من الليل ثم أطفأت وبقي بصيص منها لا يكاد يرى خلدت ساعتها إلى فراشي وأمر هذا البناء يشغلني وجعلت في نفسي انه سيكون هوا شغلي الشاغل في الأيام القادمة لأعرف ما يدووور بداخله ... في الحقيقة من مكوثي الطويل على هذه النافذة بت أعرف خفايا معظم المنازل التي حولنا حتى أني أجزم أنني أعرف كم عدد سكان الأسر التي تسكنها أشكالهم وربما ملابسهم وأكثر من ذلك ... في الصباح الباكر قفزت من سريري إلى نافذتي وكانت أول نظرة لي إلى ذلك البناء ولكنني لم أرى به أمر جديد يلفت الأنتباه وقتها قررت الوقوف والمكوث بقرب نافذتي لعلي أجد ما يشبع فضولي ولكن دون جدوى جاء المساء وأضيئت الأنوار داخل ذلك البناء كسابقتها في الليلة الماضية .. لا جديد بقيت على هذا الحال عدة أيام ولكن دون جدوى ...!!
في ذلك اليوم ...... أتيت إلى نافذتي في وقت متأخر متثاقلة من كثرة الملل ومن ضجيج المنزل وأخوتي الصغار وعندما وقفت إلى نافذتي رئيت مالم يكن في الحسبان ..........؟؟؟
كان ذلك المنزل يأخذ شكلآ دائريآ من الداخل وكان منزلنا يأخذ شكل زاوية من الخارج بمعنى ان المنزلين متقابلين في نهاية شارع يأخذ اتجاه إجباري إلى ناحية الشمال
عندما نظرت من نافذتي من خلف الستار رئيت النافذة المقابله مشرعة بشكل كامل وكنت أرى جميع ماتحتويه تلك الغرفة من أثاث فاخر وجهاز تسجيل وسرير وما إلى ذلك وكان يجلس بقرب النافذة شاب وسيم يعلو وجهه جميع علامات الجمال عينان واسعتان بياض مفرط شكل يجذب الناظر إليه تعلو محياه أبتسامة لا تفارقه كانت تزيد من جماله وهيبته بدأت أراقبه عن كثب من خلف ستار نافذتي كانت بين لحظة وأخرى تدخل إليه إمرأه في الأربعينيات من عمرها تقريبآ تجلس إليه وتحادثه ويمازحها وتمازحه مرة كوب شاي ومرة كأس عصير وهوا يتنقل داخل تلك الغرفة بحرية مطلقة تارة يجلس إلى كرسيه وتارة يقف إلى النافذة ويحدق بنظره يمينآ وشمالآ والى الأسفل تارة والى منزلنا تارة يستمر على هذا الوضع من بعد الظهيرة كل يوم إلى المساء ثم يغلق نافذته وأنا أبدأ في تحليل حركاته ودراستها والتفكير فيها ... المهم أنني عرفت الأتي ان من تسكن معه هي والدته وهناك أيضآ الخادمة والسائق فقط في هذا المنزل الشاسع الفاخر
كان والدي يملك متجر لبيع المواد الغذائية تحت منزلنا وفي الزاوية وبحكم عمله في هذا المحل وبحكم من يأتون إليه من الجيران والمارة يعرف الكثير عن من يقطن في هذا الحي وكان يعلم أنني على موثق قوي مع تلك النافذة بحكم أنني فتاة لا أستطيع الخروج إلى الشارع لم يكون لديه مانع من وقوفي خلف تلك النافذة في حدود الأدب وعدم تعريض سمعته لأي أمر وكان بين فترة وأخرى يسألني قائلا .... ســـــارة .... ماهوا جديدك مع نافذتك السحرية ... !!!!
مع مرور الأيام تكون لدي أمر جدي وهوا الإعجاب بذلك الشاب لوسامته وخلقه وطريقة نظام حياته ومشيته الرز ينه طريقة لبسه مظهره أمور لا داعي لحصرها قررت في نفسي ان أظهر له من خلال نافذتي لعله يراني وأقع في نفسه مثل ما وقع هوا في نفسي ... في ذلك الوقت فتحت نافذتي ووقفت اليها ونظرت إليه نظرة مطولة وهوا يجلس على كرسيه وكأنه ينظر ألي ولكنه لم يأتي بأي حركة إيجابيه تدل على انه رآني بكل عفويه نهض واخذ يسير داخل غرفته ... وكأنه يفكر في أمر ما هذا ما أحسسته وتيقنت منه فجأة دخلت إليه والدته بكوب شاي أختفيت وقتها حتى لا يقع نظرها علي خرجت من عنده واغلقت الباب خلفها وخرج هوا كعادته إلى شرفة غرفته وبينت له نفسي من خلال نافذتي وكان ينظر كعادته في كل أنجاه وكأنه لم يراني رغم ان المسافة كانت قصيرة جدآ الا أنه لم يعرني أية إهتمام مكثت على هذا الحال عدة أيام وهوا على حاله ولا جديد في أمره ولم يصدر منه ما يروووي فضولي أو أدنى حركة تحسب لصالحه بل بكل عفويه كان ينظر إلى كل ما حوله وكأنها تتشابه البشر والبنيان والسماء والأرض أمر جعلني أستدرك ان هناك شيئا غير طبيعي ولكنني كنت حزينة على نفسي لأنني سلكت طريقآ ربما تأخذني إلى الهاويه ... ومع من مع شخص تعلقت به كثيرآ وهوا لم يعرني أي إهتمام كم ندمت على ما فعلت وكرهت تلك النافذة حتى أنني سرت لا أقف اليها أبدآ لاحظت والدتي ما طرأ علي ونقلت الأمر إلى والدي وهوا بدوره حاول ان يعرف سبب أنطوائي وتركي لنافذتي التي سارت جزأ من حياتي اليوميه لم يفكر والدي ولو لدقيقة أنني وقعت في شراك شاب مغرور كنت أراه من وجهة نظري انه مغرور متعالي هذا ما تكون لدي ....!!!
ولكنه كان يريد أن يجذبني إلى الحديث معه حول أي موضوع ربما إستطاع ان يصل من خلال الحديث إلى ما أنا فيه كان الوقت بعد تناول وجبة العشاء جلسنا سويآ وكان الجميع يتسامرون ويتكلمون وأنا يشغلني فعل ذلك المغرور المتعالي وكيف أنتقم لنفسي منه لاحظ والدي شرودي وأنا بينهم ثم بدأ الحديث قائلآ ما جديدك ياســــاره قلت لا شيء ياوالدي قال أما أنا لديه جديد كنت دائمآ يابنتي تقفين خلف ستار نافذتك وتعرفين الكثير عن من حولنا ولكنك منذ فترة لم تقف إلى نافذتك فقد فاتك شيء لم تعرفيه ولو وقفتي خلف نافذتك الدهر كله ..........؟؟
قلت متعجبة متلهفة ماهوا ؟؟؟
قال ..... هل رئيت تلك العائلة التي تسكن ذلك المنزل المقابل قلت نعم قال ماذا عرفت عنهم ؟؟
قلت لا شيء ... وأردفت قائلة أنهم متكبروون متعالون ثم تبســــم أبتسامة عريضة ... لا يابنتي أنهم من أحسن خلق الله أدبآ وأحترامآ وخلقآ قالت والدتي نعم وأنا كذلك أقول ... قلت كيف عرفتم ذلك عنهم ..... !!!!
قالت والدتي ... بالأمس كنا مجتمعين مع الجارات في عصرية نساء فحضرت تلك المرأة لله درها من سيدة فاضلة لقد أحببتها ودعيتها لزيارتنا فوعدتني انها ستحضر لزيارتنا قريبآ وسنقوم نحن برد الزيارة لها هل ستكونين معي يابنتي ؟؟
قلت ربما ؟؟
قال والدي ... عجبت لأمر ذلك الفتى هل تعرفون قصته ....!!!
هنا كنت أستحث والدي لأكمال حديثة .. قال لقد تعرض لحادث مروري في صغره مع والده وقتها توفى والده وهوا فقد بصره ولكنه بقدرة الله سبحانه وتعالى وصبره وقوة جأشه وعزيمته عوضه الله سبحانه وتعالى ببصيرة تعدل عشرون عينآ فهوا يمارس حياته بشكل طبيعي ويدير أعماله يشكل خيالي وناجح ....!!
هنا أدركت أنني لا أجيد قرأت ما يدور حولي وأنني تعجلت بالحكم عليه ...!!
هنا وبعد أن تبادلنا الزيارات مع والدته أحسست ان والدته ترغب في تزويج أبنها وهي تبحث له عن عروس مناسبة ومن عائلة محترمة وقد أشارت إليه بالأمر وربما أنا هدفها ومن تريد لإبنها
ولكنني أخشى من فشل هذا الأمر رغم إعجابي الشديد بشخصيته ومظهره وخلقه
وأنني في حيرة من أمري ؟؟؟
فماا ترون أنتم ...؟؟

محمد الروقي
17-02-2010, 10:12 PM
فواز لقد توهت فكري
وضاع جميع ماكان يدور بفكري قبل ان ارا اخر القصه

ليس لدي كلمة الا واحده

يقولونها العرب في كل حين وهي

الاعما اعما البصيرة وليس اعمى البصر

تقديري فواز وحترامي

طيف المشاعر
19-02-2010, 12:37 AM
يسلمو على الطرح اخوي فواز
تقبل مرووري ...