لهفة شوق
16-12-2009, 06:54 AM
لو كان الأمر بيدي – ما اخترت أن أكون عربياً.. ربما أفضل أن أنتمي إلى قبائل "الزولو" ، فألتحف جلد نمر إفريقي وأتفيأ ظلال دوحة وارفة .. أشوي أرنباً برياً ، وآكل من شجرة خضراء ، وأقضم قصب السكر .. الأرض وطائي ، والسماء غطائي ، والغابة مملكتي .. حين أريد أن أتسلى أعد الحصى وأسابق الغزلان .. أغني على عزف الشحارير وخرير مياه الجداول ، فتتمايل الأغصان طرباً ..
لا أريد أن ألبس الجينز ، ولا أن أشرب قهوتي في مقاهي "بارنيز" ، ولا أن آكل ( البيتزا ) في مطاعم "دومينوز" ، ولا أريد أن أقتني لوحة لبيكاسو ، ولا أحلم بأن أغازل نيكول كيدمان ولا شارون ستون ، ولا يروق لي امتطاء صهوة مهرة بيضاء على مروج ميامي .
لا أريد أن أعرف التاريخ ، ولا أمحص الحاضر ، ولا أنظر للمستقبل ، ولا أشغل فكري بغزوات بوش وخطابات ابن لادن وبذاءات بشار ..
لا أريد أن أسمع عن النظام العالمي الجديد ، ولا عن خارطة الطريق ، ولا عن استنساخ النعجة "دوللي" .
أريد أن أكون إفريقياً بدائياً سطحياً ساذجاً .. لا أفكر فيما قبل يومي ، ولا فيما بعده .. لم أظلم أحداً ، ولم أغمط حق أحد .. لا أدفع ثمن الـdsl ولا فواتير الجوال ولا أجمعها ..
لا أريد أن أكون عربياً يبتلع الأقراص المهدئة بسبب ما يشاهده يومياً على شاشات "الجزيرة" و"العربية" ، ولا يحفظ من القرآن الكريم إلا : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، ينام وهو صغير على أقاصيص أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد فيكبر وطموحه أن يحرق نصف إسـرائيل !!
عربي أنا !! أعيش على الكبت والقهر والعجز ، إذا كنت في البيت فإن أبي يضربني لأني تأخرت خارج المنزل ، وفي المدرسة يضربني المعلم لأني لم أحضر الواجب ، ويجلدني المدير لأني ضحكت على تهديداته ، ويضربني ابن الجيران لأن شكل وجهي لم يعجبه .. وفي اجتماع الأمم المتحدة يتم تفويض أمريكا بضرب بلادي العربية لأنها تمتلك سلاح "الضرب" الشامل : فأبي يضرب أمي ، وأمي تضرب أختي ، وأختي تضرب الخادمة ، والمعلم يضربني .. وأمريكا تضربنا جميعاً !
لا لا.. لا أحب أن أكون عربياً ، إلا إذا كنت ذلك الأعرابي الملتحف بشملة ، المتتبع مساقط المطر .. لم يسمع بالأمم المتحدة ولا بمنظمة العفو الدولية ولا بالاشتراكية ولا الرأسمالية ولا العلمانية ولا العولمة .. أعرابياً ذا طمرين ، لا يأبه لغير الظباء الأوابد والإبل الهجان . هو في صحرائه كالإفريقي البدائي في غابته ، كالإسكيمو في أقاصي القطبين .. مما وصلني على الايميل فأحببت تشاركوني
لا أريد أن ألبس الجينز ، ولا أن أشرب قهوتي في مقاهي "بارنيز" ، ولا أن آكل ( البيتزا ) في مطاعم "دومينوز" ، ولا أريد أن أقتني لوحة لبيكاسو ، ولا أحلم بأن أغازل نيكول كيدمان ولا شارون ستون ، ولا يروق لي امتطاء صهوة مهرة بيضاء على مروج ميامي .
لا أريد أن أعرف التاريخ ، ولا أمحص الحاضر ، ولا أنظر للمستقبل ، ولا أشغل فكري بغزوات بوش وخطابات ابن لادن وبذاءات بشار ..
لا أريد أن أسمع عن النظام العالمي الجديد ، ولا عن خارطة الطريق ، ولا عن استنساخ النعجة "دوللي" .
أريد أن أكون إفريقياً بدائياً سطحياً ساذجاً .. لا أفكر فيما قبل يومي ، ولا فيما بعده .. لم أظلم أحداً ، ولم أغمط حق أحد .. لا أدفع ثمن الـdsl ولا فواتير الجوال ولا أجمعها ..
لا أريد أن أكون عربياً يبتلع الأقراص المهدئة بسبب ما يشاهده يومياً على شاشات "الجزيرة" و"العربية" ، ولا يحفظ من القرآن الكريم إلا : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ، ينام وهو صغير على أقاصيص أبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد فيكبر وطموحه أن يحرق نصف إسـرائيل !!
عربي أنا !! أعيش على الكبت والقهر والعجز ، إذا كنت في البيت فإن أبي يضربني لأني تأخرت خارج المنزل ، وفي المدرسة يضربني المعلم لأني لم أحضر الواجب ، ويجلدني المدير لأني ضحكت على تهديداته ، ويضربني ابن الجيران لأن شكل وجهي لم يعجبه .. وفي اجتماع الأمم المتحدة يتم تفويض أمريكا بضرب بلادي العربية لأنها تمتلك سلاح "الضرب" الشامل : فأبي يضرب أمي ، وأمي تضرب أختي ، وأختي تضرب الخادمة ، والمعلم يضربني .. وأمريكا تضربنا جميعاً !
لا لا.. لا أحب أن أكون عربياً ، إلا إذا كنت ذلك الأعرابي الملتحف بشملة ، المتتبع مساقط المطر .. لم يسمع بالأمم المتحدة ولا بمنظمة العفو الدولية ولا بالاشتراكية ولا الرأسمالية ولا العلمانية ولا العولمة .. أعرابياً ذا طمرين ، لا يأبه لغير الظباء الأوابد والإبل الهجان . هو في صحرائه كالإفريقي البدائي في غابته ، كالإسكيمو في أقاصي القطبين .. مما وصلني على الايميل فأحببت تشاركوني