المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غارت أمكم – قاعدة 10/90 من منظور إسلامي


سناء
02-10-2016, 09:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



قاعدة 90/10 هى قاعدة يفترض أن صاحبها هو ستيفن كوفي وهو كاتب و مؤلف أمريكي مهتم بالتنمية البشرية وعلوم الإدارة وصاحب كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية” The Seven Habits of the Highly Effective People. وهى قاعدة لو تدبرناها وطبقناها سننعم بكثير من الراحة والهدوء فى معظم أوقات حياتنا.
وقاعدة 90/10 تتلخص فى أن عشرة فى المائة من أحداث حياتك خارجة عن إراداتك. وتسعون فى المائة من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك أنت.
لكن ما يهمني فى هذه المقالة هو جذب انتباهنا جميعاً لأن هذه القاعدة حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فى أكثر من موضع سواء بالتوجيه أو سواء بالفعل وسأبدأ بذكر أفعال رسول الله قبل أحاديثه.

الموقف الأول:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم عند عائشة في يوم من الأيام، فأرسلت إحدى زوجاته رضي الله عنهن جميعا طعاما للرسول صلى الله عليه وسلم قد أصلحته بصحفة مع جارية لها.
فلما جاءت بالطعام والرسول عند عائشة، أخذت الغيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، تأتي بطعام واليوم يومها والرسول عندها.
فقامت عائشة وأخذت الصحفة وكسرتها وانتثر الطعام، فقام صلى الله عليه وسلم يجمع ما انتثر من الطعام ويقول للصحابة: “غارت أمكم، غارت أمكم” وهو يبتسم (صلى الله عليه وسلم)، وأخذ صحفة جديدة وأرسلها إلى أم المؤمنين بدل ما كسر. وانتهى الموقف عند ذلك الحد.

تخيل لو أحدنا كان فى مثل هذا الموقف ماذا سيكون رد فعله؟
أنا أخبركم أضعف الإيمان سينهر ويزجر وربما يضرب لأنه يعتقد أن كرامته وهيبته أهدرت أمام أصحابه قبل زوجته وربما وصل الموضوع إلى الطلاق. لكن ما هكذا تكون الهيبة وما هكذا تكون الكرامة.
ولربما جاء أخو الزوجة أو أبوها وتشاجر مع الزوج ووصل الموضوع إلى الشرطة والمحاكم.
ولكن استباحة العذر للزوجة قضى على كل هذه النهايات التعيسة.

الموقف الثاني:
وهو موقف أيضا شهير ، قصة الشاب الذى جاء لرسول الله يستأذنه فى الزنا!
عن أبي أمامه قال: إن فتىً شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال: يا رسول الله ! ائذن لي بالزنا !
فأقبل القوم عليه فزجروه .. وقالوا مه مه ! فقال: اِدنُه ، فدنا منه قريباً ، قال: فجلس. قال أتحبُّه لأمك؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله ! جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال أتحبُّه لأختك؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداك . قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال أتحبُّه لعمتك؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداك . قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أتحبُّه لخالتك؟ قال: لا والله ، جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه ، وقال: اللهم! اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. وفى رواية أخرى قال الشاب: دخلت على رسول الله وأحب شيئ إلى قلبي هو الزنا وخرجت من عنده وأبغض شيئ إلى قلبي هو الزنا!

تخيل لو أن الرسول نهره أو أمر بحبسه أو سجنه وحق له أن يفعل ذلك ماذا سيكون حال الشاب وماذا ستكون ردة فعله؟ بل تخيل أن شابا دخل على ضابط شرطة وقال له هذا الكلام؟ سيكون جزاءه السجن وسيتعلم فى السجن ما الله به عليم من الجرائم.

الموقف الثالث:
في فتح مكة ، وقد لاقى رسول الله منهم ألوان الأذى والعذاب ويفترض أن قد جاء وقت الإنتقام! ولكن تأمل وتدبر فعل الرحمة المهده. فقد ثبت عن رسول الله يوم فتح مكة أنه قال: “معشر قريشٍ ، ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا : خيرًا ، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ ! !
قال : فإني أقولُ لكم ما قال يوسفُ لإخوتِه . : لا تثريبَ عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
نعم اذهبوا فأنتم الطلقاء ، لأن بعكس هذا لم تكن لتؤلف القلوب ويدخل الناس فى دين الله أفواجا ولم يكن لتنتهى المعارك والحروب ولم تكن لتُبنى دولة الإسلام ولا الخلافة الراشدة.

ماسبق كانت بعض مواقف من مواقف كُثر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما يلى سأسرد بعض آيات القرآن و أحاديثه صلى الله عليه وسلم فى الحث على ضبط النفس وكظم الغيظ.

- قال الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * للَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: “لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب” رواه البخاري. وفى هذا إشارة أن الغضب مفتاح كل الشرور.

-عن أبي هريرة في قوله {والكاظمين الغيظ} قال قال النبي صلى الله عليه وسلم “من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا” حسنه الألباني

-وقال صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء” صححه الألبانى

- عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت وإذا غضب أحدكم فليسكت” حديث صحيح

- عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع” إسناده صحيح

- عن أنس أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقوم يصطرعون، فقال: “ما هذا؟ قالوا فلان ما يصارع أحدًا إلا صرعه، قال: أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل كلمه رجل، فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه” اسناده صحيح وحسنه الألباني

- وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: “أسألك كَلِمَة الحقِّ في الغَضَب والرِّضا” صححه الألباني

يتضح من كل هذه المواقف والأحاديث أن ديننا الحنيف يحثنا حثا على عدم الغضب لما ورائه من شرور وبليات ، بل إنه يؤصل ذلك فينا حتى يصبح عادة ، ويعمل على تحفيزنا بجعل ثوابا كظم الغيظ وضبط النفس عظيما.

فى كل ماسبق دلالة أن الخير كله فى ديننا وكلما وجد الغرب شيئا يحسبونه إكتشاف هو عندنا فى ديننا فلما نبتغي ماعند القوم وهوعندنا فى الأصل؟

مما راقني لكاتبه جزاه الله كل خير - أبو محمد أحمد بن عبدالله-

ملكة الرواسي
03-10-2016, 06:52 AM
الله يعطيك العافية
ويكتب اجرك على ماقدمت

صـدووودٓ
03-10-2016, 08:27 AM
جزاك الله خير
يعطيك العافيةة
لاعدمناا جديدك
لك ودي

رحيل
03-10-2016, 02:04 PM
جزاكِ الله خير ،
وجعل ما قدمتي هنا في ميزان حسناتكِ ...

الديم
03-10-2016, 02:04 PM
.

جزاك الله خير على النقل القيم
ونفعنا واياكم به

سلمتِ

محمد الغنامي
06-10-2016, 10:03 AM
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

سناء
10-10-2016, 09:38 PM
ربي يعافيكم ويسلمكم جميعا من كل شر

شكرا على كلامكم الطيب ونفعنا الله تعالى واياكم

مهرة يام
18-10-2016, 04:39 PM
جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك ..

النجلاء
18-10-2016, 08:52 PM
سناء
جزاك الله خير الجزاء
جعله الله في موازين اعمالك ان شاء الله
تقديري لك
النجلاء

مناهل
28-10-2016, 08:39 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك

الجوريه
31-10-2016, 11:07 PM
جزاك الله خيرعلى الطرح القيم
في موازين اعمالك ان شاء الله