المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلبي غدا مع هل الطايف


خيال مطير
26-07-2016, 10:50 PM
المكان بين الهيام والبوح عند محمد السديري

قلبي غدا مع هل الطايف عند أريش العين يلعب به

http://static3.ealriyadh.com/media/cache/b3/c4/b3c47ff4c7b922d299a17e9092cf94e9.jpg



رؤية: عبدالعزيز الصعب
يظل للمكان روعته، وتظل له مكانته لدى الشاعر خصوصاً إذا أمضى فيه وقت صنع من خلاله له ذكريات عذبة.. محمد السديري.. لم يكن ذلك الشخص الذي يشكل المكان له شيئاً عادياً، بل كان يصنع له الذكرى في كل أمكنته التي مكث فيها.. ولعل مدينة الطائف، تشكل محطة مهمة في حياته، إذ إنه كان يتلذذ - رحمه الله - بقضاء أجمل الأوقات فيه بصحبة أصدقائه الذين هم أيضاً كان لهم الأثر في تلك المحطة.

http://www.alriyadh.com/media/cache/b3/76/b3762299d8dd62ffad7222965cce14e8.jpg


يرسم في بعض قصائده صورة الذكرى والحب للطائف خصوصاً إذا عرفنا أنه يذهب اليه بين الحين والآخر لقضاء بعض الوقت هناك .. وهنا يأتي المكان بمثابة محطه هامه في حياته رحمه الله ،هذا إذا ماعرفنا بأن هناك علاقة قوية تربطه بتلك المدينه الحالمه التي يفوح عبقها وشذاها بالورود.

في شخصية محمد السديري ، قوة الفكر وعبقريته وشاعريه متفرده، ولذلك كان يتفرد في صياغة النص الشعري من خلال الانتقاء الأمثل للمفرادات واختيار المعاني القوية، ومن هنا نجد أن قصائده تتسم بقوة الطرح وشملية المعنى بالرغم أن هذه القصيدة التي بين ايدينا أبياتها قليلة، إلا أنها في جملتها في غاية الإبداع وافية المعنى.

وعندما يخاطب الطائف في قصائده، فهذا دليل على علاقة الهيام والحب التي تربطه بها وبأهلها، فهو محب لها ولنسيمها ومطرها، حتى إنه يُخيل له أن قلبه هناك دائماً فيقول:

قلبي غدا مع هل الطايف

عند أريش العين يلعب به

يصف هنا في استهلاله أبياته القليلة معاناته من اريش العين، أي الحبيب الذي أخذ منه (قلبه) وظل (يلعب به)، وهنا أجد فلسفه وصفيه عجيبه تناولها الشاعر، ما هي إلا دليل على عبقريته الكتابية الفذه، وهذا بالطبع يقودني الى القول إن محطة الطائف تشكل - كما ذكرت - أهمية كبيرة عنده آنذك.

محمد السديري كان يعشق الجمال ويصفه بكل احترافية فكرية وكتابية في قصائده حتى إن القارئ لا يمل من قراءة قصائده، ويتشوق لها كثيراً، ومن هنا نجده يصنع الشعر بشكلٍ مبدع، خصوصاً إذا أراد أن يستشعر هيامه وغرامه وذكرياته، ولايزال الطائف تلك المحطة الحالمة له حيث يكمل ويقول:

يتبع هوى المطرق الهايف

بالزين قد كمله ربه

يغرق هنا في وصفها، تلك التي حوت الزين والجمال الذي يقربه هو منها كثيراً، وهنا دلالة واضحة على أن (الطائف) كانت مهمة له كثيراً ويعشقها دائماً ويتلذذ، كما ذكرت بها في أغلب أوقاته، ولعل عبارة (المطرق الهايف) أكبر دليل على حبه وأنينه وملازمته الطائف، فهي مقر الحبيبة التي كتب لها.

وبالرغم من أنه يصف ذلك الحب لأهل الطائف، الا انه يضع الطائف في غرامه وهيامه ويستطرد في ذلك الوصف ليقول:

أنا أشهد انه النايف

وهو عنا القلب مع طبه

الاختيار الفريد في المفردات، والتوظيف المبدع لها في البيت السابق، دليل واضح على تفرده كما ذكرت في عبقرية الكتابة الشعرية، ولذلك أظهر لنا بيتاً قوياً يحمل معاني كثيرة نابعة من قلبه من دون اللجوء الى التعقيد في الصياغة والبناء، إضافة إلى أنه يحمل في طياته صورة عاطفية عذبة يصورها في تعب القلب وألمه الذي لا يجد له علاجا سوى تلك الحبيبة وكأني به هنا يستنشق ورد الطائف وهو ينظر إلى سمائها ذات مساء.

ويهيم الشاعر وهو يستنشق ذلك العبير الطائفي في تلك التي أخذت منه مشاعر وآهات، بل تلك التي استطاعت اقتحام قلبه، ليتفنن في وصفها ووصف مدى عشقه القوي في فلسفة شعرية قد لا اجدها عند أي شاعر، ليقول في صورة عذبة ورائعة:

قلبي يوده ما هو عايف

من بد كل الملا حبه

وهذا البيت هو ختام الابيات المؤثرة حقاً التي تحمل العديد من الصور الرائعة والعذبة التي صاغها باحترافيه بالغة، التي شكلت في نظري نقلة جديدة في صياغة الشعر الشعبي لدينا، لأن البناء الشعري أتى هنا بشكٍل قوي وراق، جسد مدى تمكن الشاعر من الانتقاء الجميل للمفردات وللمعنى، إضافه إلى سهولة اللفظ بحيث يفهمه الكل من خلال القراءة والتمعن، وهنا يختم الشاعر تلك الابيات بحبه الذي يفوق حب الكل. ومن الملاحظ هنا أن قصائد محمد السديري التي أتت قصيرة جداً، بمعنى أنها أبيات فقط، وهي ليست من المطولات التي كتبها يرحمه الله، إلا انها تمتاز بالقوة واللذة القرائية التي تجعل المتذوق يقرأها مرات ومرات.

الإبداع الشعري الذي امتاز به محمد السديري، ليس بالشيء السهل اطلاقاً، إذ إنه يُعد مدرسة شعرية متكاملة، مازالت حتى وقتنا الحاضر في أذهان الشهراء، بل مازالت قصائده عالقة بالأذهان وتشكل ركيزة مهمة من ركائز تطور أدبنا الشعبي من خلال القصيدة الشعبية، ومن هنا أتت قصائده وهي تحمل في طياتها صورة واضحة للإبداع الشعري الذي تمتاز به بلادنا.

طير حوران
27-07-2016, 12:58 AM
الله عليك ي خيال

طرح مميز لاعدمناك

خيال مطير
27-07-2016, 02:03 AM
لاعدمتك طال عمرك كلك ذوق يالامير

محمد الغنامي
27-07-2016, 07:40 AM
خيال مطير
سلمت يداك ودام عطاك
طرح مميز وراقي
دمت بخير

خيال مطير
27-07-2016, 07:50 AM
الله يسلمك ي طويل العمر
احترامي لسَموك ~

عايض العتيبي
27-07-2016, 04:21 PM
يعطيك العافيه يالامير
على الطرح الرائع والمميز لاهنت
تقبل مروري وتحياتي

خيال مطير
27-07-2016, 04:31 PM
يسلم مرورك يالقرم
تحياتي لشخصك
الراقي يالراقي ~

ملكة الرواسي
27-07-2016, 10:26 PM
تقرير اكثر من رائع لب الطائف

الله يعطيك العافية

خيال مطير
28-07-2016, 07:40 AM
الله يعافيكِ مديرهـ
احترامي لشخصك ~

النجلاء
29-07-2016, 11:15 AM
خيال
يعطيك العافيه ع الموضوع الرائع
دمت ودام عطائك ووجودك المشرف
تقديري لك
النجلاء

خيال مطير
29-07-2016, 03:02 PM
تقديري لكِ مديرهه

مهرة يام
21-08-2016, 07:04 PM
الله يعافيك على روعه الطرح
سلمت يداك على الانتقاء الرائع
عناقيد شكر ولاتفي

روابي
22-08-2016, 12:12 PM
موضوع وطرح اكثر من رائع

خيال مشكور على الاختيار

الله يوفقك

http://gibsy.g.i.pic.centerblog.net/2nba68y.gif

أستاذ الحب
23-08-2016, 12:37 AM
طرح رائع و مميز

يعطيك العافيه خيال مطير

خيال مطير
23-08-2016, 02:37 AM
المهره
روابي
استاذ
مشكورين احترامي لللجميععِ