المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة ايذاء المسلم قولاً وعملاً ~


غزلان
12-03-2016, 03:33 AM
خطبه عجبتني عن ايذاء المسلم بالقول والعمل ~
راقت لي اتمنى ان تنال إعجابكم وتعم الفائده منها ~

أيها المسلمون:

وإذ عرفنا حرمة أعراض المسلمين، وليس أقل منه دماؤهم وأموالهم، وألمحنا إلى أنواع من الأذى – ينبغي أن يترفع عنها. فما موقف المؤذى ممن تعرض له بالأذى؟!.

لا بد له من الصبر، والصبر على ما يصيب المسلم من عزم الأمور، ولا بد من احتساب الأجر، والثقة بعدل الله وجزائه إن في الدنيا، أو في الآخرة وهو أعظم وأبقى.

ولا بد من الحلم مع من يؤذي، وعدم مجاراة الجهول بجهله، وقد قيل:

إذ أنـا كافيت الجهول بفعله ** فـهل أنا إلا مثله إذ أحاوره
ولكن إذا ما طاش بالجهل طائش ** علي فإني بالتحلّم قـاهره

وقال آخر:

احفظ لسانك إن لقيت مشاتماً** لا تجرين مع اللئيم إذا جرى
من يشتري عرض اللئيم بعرضه ** يحوي الندامة حين يقبض ما اشترى ([9])

ومن الأمور التي تحسن بمن أوذي تجاهل المؤذين حتى لا يضيع الوقت سدى في الهراش معه، وحتى لا يشيع ذكره، وقد يكون تجاهله أقصر الطرق لسقوطه ونهايته وأخمل لذكره، وكم هو جميل قول القائل:

ولقد أمر على اللئيم يسبني ** فمضيت ثمة قلت لا يعنيني

وأجمل من ذلك ألا يحمل الحق أو الاشتغال بمعايب من آذاه، بل يدفع عنه على حد قول القائل:

إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم ** قدحت لهم في كل مكرمة زنداً

وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم ** وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً

ولا أحمل الحقد القديم عليهم ** وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

لا شك أن هذه مرتبة علية لا يستطيعها إلا عظماء الناس!.



إخوة الإيمان:

وعلى من أوذي ثم اعتذر إليه أن يقبل العذر، سواء كان المعتذر صادقاً أم كاذباً، وفي هذا روي الحديث: "من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها، كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس"([10]).

والحديث وإن ضعفه العلماء فقد قالوا بقبول عذر المعتذر.

قال أبو حاتم بن حبان: "ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من إحدى حالتين: إما أن يكون صادقاً في اعتذاره، أو كاذباً، فإن كان صادقاً فقد استحق الغفران، لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات ولا يستر الزلات، وإن كان كاذباً فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب وريبته، وخضوع الاعتذار وذلته، ألا يعاقبه على الذنب السالف، بل يشكر له الإحسان المحدث الذي جاءه في اعتذاره، وليس يعيب على المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه"، وأنشد بعضهم:

أليس الله يستعفى فيعفو ** وقد ملك العقوبة والثوابا

أيها المؤذي: ومن كمال عقلك وصلاح دينك ودنياك أن تتخذ من نيل الآخرين لك فرصة لإصلاح عيوبك وتسديد نقصك، فلا يستعان على العدو بمثل إصلاح العيوب، وتحصين العورات، فلا تتضايق من كل نقد يوجه إليك وإن كان فيه حق، وليكن سبيلك من قال: "رحم الله من أهدى إلي عيوبي"([11]).



يا أخا الإسلام:

إياك والأذى لعباد الله بأي نوع من الأذى، فأعراض المسلمين كالميتة، ولحوم العلماء مسمومة، وليس يخفاك أن الله يعفو ويصلح ويغفر، أما الخلق فستطلب حقها منك في يوم لا تملك فيه إرضاءهم بالدرهم والدينار فيؤخذ لهم من حسناتك، فإن فنيت قبل قضاء حقوقهم أُخذ من سيئاتهم فطُرحت عليك ثم طُرِحتَ في النار، وذلك منتهى الخزي والخسران.

كن عنصراً نافعاً في المجتمع تجمع وتؤلف وتصلح، ولا تفرق وتفسد، وما بالأمة المسلمة حاجة لمزيد الفرقة، وحاجتها إلى الألفة والوحدة والتعاون على الخير ودفع الشرور لا تقل عن حاجتها إلى الطعام والشراب.

اللهم اجمع شمل المسلمين، ووحّد كلمتهم على الهدى والدين، اللهم اقطع دابر المفسدين، اللهم لا تشمت بنا عدواً ولا حاسداً.

ودي وتقديري للجميع ~

محمد الغنامي
12-03-2016, 08:37 AM
غزلان
جزاك الله خير
حضور مميز وطرح مميز
متصفح راق لي من جميع اطرافه
سلمتي ولاهنتي
ولك اجمل تحيه

خيال مطير
12-03-2016, 10:54 AM
بارك الله فيكِ

راقةة لي

سلمتي ولاهنتي

احترامي لكِ

مجرد ذكرى
12-03-2016, 11:57 AM
علينا ألا نؤذي المسلمين أولاً و كذلك من غير المسلمين
لقوله تعالى في محكم كتابه
((وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ))
فذلك من خلق الإنسان المؤمن بالله و المتخلق بخلق رسولنا الكريم (ص)
رغم أن ما نشاهده الآن عكس ما يأمرنا به الله سبحانه و يقوله علماؤنا و شيوخنا الأفاضل
كثر السب و القذف و التشهير و السخرية و ابتعد الناس عن تعاليم الدين و التي منها السماحة و اللين في القول فأصبحنا عرضة لكل ذلك ...
طرح رائع يا غزلان وفقك الله لما يحب و يرضى

حمد اليامي
20-03-2016, 12:46 AM
يعطيك العافيه على الموضوع القيم والمفيد
كما تعودنا منك الابداع في طرحك
احترامي لك