المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الران


أم حمد
06-12-2015, 06:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى الران
ويرين عليه غطاء كثيف يحجب النور عنه ويحجبه عن النور, ويفقده الحساسية شيئا فشيئا حتى يتبلد ويموت،
روى ابن جرير والترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق,عن أبي هريرة رضي الله عنه قال,عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه،فإن تاب منها صقل قلبه وإن زاد زادت)
وقال الترمذي،ولفظ النسائي(إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة سوداء،فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه,فهو الران الذي قال الله تعالى(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)المطففين،
وقال الحسن البصري،هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت،
ذلك حال الفجار المكذبين،وهذه هي علة الفجور والتكذيب(كلا،إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون،ثم إنهم لصالو الجحيم،ثم يقال،هذا الذي كنتم به تكذبون)
لقد حجبت قلوبهم المعاصي والآثام,حجبتها عن الإحساس بربها في الدنيا،وطمستها حتى أظلمت وعميت في الحياة،فالنهاية الطبيعية والجزاء في الآخرة أن يحرموا النظر إلى وجه الله الكريم,وأن يحال بينهم وبين هذه السعادة الكبرى,التي لا تتاح إلا لمن شفت روحه ورقت وصفت واستحقت أن تكشف الحجب بينها وبين ربها،ممن قال فيهم في سورة القيامة(وجوه يومئذ ناضرة, إلى ربها ناظرة)
وهذا الحجاب عن ربهم,عذاب فوق كل عذاب,وحرمان فوق كل حرمان،ونهاية بائسة يستحق معها الجحيم(ثم إنهم لصالوا الجحيم)ومع الجحيم التأنيب وهو أمر من الجحيم(ثم يقال(هذا الذي كنتم به تكذبون)
أن الذنوب إذا تكاثرت،طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين،
قال بعض السلف،هو الذنب بعد الذنب،
وقال الحسن البصري،هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب،ولما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم،
وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية،فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير راناً،ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً،فيصير القلب في غشاوة وغلاف،فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة، انتكس فصار أعلاه أسفله فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد،
هذه الآية تحذير من الله تعالى إلى البشر،بأن لا يهملوا أمر قلوبهم، بأن يؤخروا الإيمان والتوبة والعمل الصالح قائلين غدا نفعل،
والواجب فورية الاستجابة في كل ذلك، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم،القلوب بسرعة التغير والتقلب إن لم تتعهد وتصن باستمرار في قوله(لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا
استجمعت غلياناً )لأن القلوب سريعة التأثر والتقلب إن لم تحصن بالاستقامة على شرع الله، ومن ترك قلبه دون تحصين بالحق الذي نزل من عند الله فسيكون قلبه نهباً موزعاً بين دعوات الباطل، وقد تتمكن منه فيصيبه ( الران ) ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
مَا كَانُوا يَكْسِبُون )
ومن معاني الآية،أن العبد قد يؤخر الاستجابة، أو التوبة فيموت ولايمكنه فعل ما ينفعه وينجيه،
وقال أبو معاذ،الرين أن يسّود القلب من الذنوب والطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين والإقفال أشد من الطبع وهو أن يقفل على القلب،
وقال الفراء،كثرت الذنوب والمعاصي منهم فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها،
وقال أبو إسحاق،يقال ران على قلبه الذنب،والرين كالغشاء يغشى القلب،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وإنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة،وأما الرين والران فهو من أغلظ الحجب على القلب وأكثفها)
وقال مجاهد،هو الذنب على الذنب حتى تحيط الذنوب بالقلب وتغشاه فيموت القلب،
وقال مقاتل،غمرت القلوب أعمالهم الخبيثة،
وقال عبد الله بن مسعود،كلما أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود القلب كله فأخبر سبحانه أن ذنوبهم التي اكتسبوها أوجبت لهم ريناً على قلوبهم فكان سبب الران منهم وهو خلق الله فيهم فهو خالق السبب ومسببه لكن السبب باختيار العبد والمسبب خارج عن قدرته واختياره،
ونفر من المعصية طاعة لله وخوفاً منه وحباً له في الالتزام بشرعه وخوفاً على قلوبنا من الران والختم والقفل والعياذ بالله من ذلك،فقد اورد الإمام ابن القيم،في أثرالذنوب والمعاصي على القلب حرمان العلم النافع،فان هذا العلم نور يقذفه الله في القلب،
والمعصية تطفئه،
والوحشة بين العبد وربه،وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها،والوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان،
الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه،فان الطاعة نور والمعصية ظلمة،وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات،

اللهم ابعد عن قلوبنا وقلوبكم الران والغفله،وصرف قلوبنا إلى طاعتك،ونسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،واجعلنا من عبادك المخلصين،
اللهم آمين يا رب العالمين.

محمد الغنامي
06-12-2015, 12:00 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

النجلاء
06-12-2015, 12:11 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين اعمالك ان شاء الله
شاكره لك وجودك ومجهودك
تقديري لك
النجلاء

سحاب
06-12-2015, 04:27 PM
جزاك الله خير ونلتي اجر الدنيا والاخره
دمتي بخير وسعاده دائمه

عبدالله بن طلال
06-12-2015, 07:51 PM
لله درك وجزاك الله خير

تستاهلين التقييم

مهرة يام
11-12-2015, 07:44 PM
ام حمد
جزاك الله خيروجعلها الله في ميزان حسناتك
يعطيك العافيه
دمتي بخير