أم حمد
07-11-2015, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرّج الله همّك
خَلقَ اللهُ الناسَ واقتضتْ حكمته أن يبتليهم،وهذا الأمر قدّره الله عز وجل،في سورة الإنسان(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ)
والناس يتفاوت صبرهم على بلواهم و مصائبهم،ذلك المُبتلى،كانت حياته عادية،يمشي فيها يطلب رِزقه،
ثم يشاء الله،وهو الحكيم،أن يُريَ هذا الإنسان حالاً أخرى،فيبتليه الله وتحلُّ بعبده مصائبٌ بعلمه ومشيئته سبحانه،
فأصبحَ العبدُ في حالٍ آخر،يدعو الله ليل نهار أن يكشف الغُمة وأن يُنير الظلمة،ذلَّ وخضع لخالقه،انكسر عند بابهِ،سبحانه،وانطرح بين يديه،لا ينتظرُ وقت إجابةَ الدعوات حتى يدعو،بل كان دعاؤه في كل الأوقات،وفي الخلوات،
كم طالت سجدته وسالت عبرته وهو يدعو الله،كم ليلٍ سهره وفرحةٍ فقدها وهو يتقلّب في ساعات هذا الابتلاء
إنها أيام عصيبة وأوقات مريرة،فالقلب يكاد يُخلع،والنفس تجزع،ومع هلعه يعطيه الله صبراً ويقيناً،و يُنزلُ عليه السكينة فيرى الحقَّ مبيناً،يُعللُ نفسه عسى فرجٌ يكون،فلا تجزع إن حُمّلت همّاً،فأقربُ ما يكونُ المرء،مِن فرجٍ إذا يئسا(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
ويظل يتذكر حديثَ الرسول عليه الصلاة والسلام(وما أُعطي عبدٌ عطاءً أوسعُ من الصبر)
تمرُّ به الأيامُ وهو يقول،عسى فـرج،فحيناً يصبر وحيناً يتصبّر،
يعيشُ المُبتلى ساعاتِ الابتلاء وكأنها دهور،طويلٌ ليلك أيها المُبتلى،وكئيبٌ نهارك أيها المُبتلى،كان للسعادةِ عنده طعمٌ لكنه فقده،وكان له للفرحِ طريقٌ لكنه ما وجده،
عاش هذا المُبتلى سنوات وهو في بلائه ومحنته،يدعو الله و لا يفترُ لسانه عن الدعاء،ولا تتعب مقلتيه من البكاء،وكل لحظةٍ وهو يتفاءل،ما بينِ غمضةِ عَيْنٍ و انتباهتها،،،،يُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِويمضي يومٌ و يعقبه آخر،وتمضي الشهور ثم السنوات وهو لا يَكلُّ ولا يمل من التضرع والدعاء،ونفسه لا تعرف اليأس والجَزع،
أيها المُبتلى،إن ابتلاكَ الله فهو رحيمٌ بكَ عالمٌ بحالك،وإن رفَعَ الله البلاءَ فهو متفضّلٌ عليك متمنن،ثم يشاء الله سبحانه وتقتضي حكمته أن تنقشع الغمامةَ السوداء،وتنير الليالي الظلماء،ويأذنَ الله بالفرَج،فتتنزل عليه رحمة الله ويُذهب الله عناء سنين ذاق فيها المر بكل أنواعه،فتبتهجُ نفسه وتقرُّ عينه،
يا أصحابَ الحاجات، ألم نقرأ في القرآنِ قول الحق عز وجل(فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) لماذا( لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)فأين نحن من الشكوى لله،ومن الإلحاح والتضرعِ لله،
سبحان الله، ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا،أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا، والله لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله،ولا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشفَ للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادةَ ولا نجاح إلا من الله،سنواتٌ مضتْ وهو يدعو ويتضرّع،أراد الله أن يذيقه طعْمَ المرارةِ ليُحسَّ بالحلاوة،تلك التضرعات تتحول إلى شُكرٍ وحمدٍ لخالق الأرض و السموات،ودموعُ خشيةٍ له وشُكرٍ وفَرح،
فاحذر أن تنسى فضل الله وتنسى أياماً عشتها كادت العينُ تفقدُ نورها،وتذكّر قوله تعالى(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)سبأ،
اعملوا شكراً على ما أنعم به عليكم في الدنيا والدين،وكونوا من الشاكرين،وداوموا عليه لله في أي عمل صالح تقومون به،فهو الذي قوّاكم على فعل الخيرات،فالله ،سبحانه وتعالى،بصير بعمل الجميع يجازي بالخير خيراً وثواباً، وبالشر عقاباً وعذاباً،إن الفرار إلى الله، واللجوء إليه في كلِ حالٍ وفي كل كربٍ وهم، هو السبيلُ للتخلصَ من ضعفنا وفتورنا وذلنا وهواننا،
إن في هذه الدنيا مصائبَ،ومحناً وبلايا،وآلامُ تضيقُ بها النفوس، كم في الدنيا من عينٍ باكيةٍ،وكم قلب حزين،قلوبُهم تشتعل، ودموعُهم تسيل،هذا يشكُ علةً وسقماً،وذاك حاجةً وفقراً،وآخر هماً وقلقاً،
تلك هي الدنيا، تضحكُ وتبكي، وتجمعُ وتشتت، شدةُ ورخاءُ وسراءٌ وضراءُ،
فالعبوديةُ لله عزٌ ورفعةٌ، ولغيره ذلٌ ومهانة، وفي سؤال الله عبودية عظيمة لأنها إظهار للافتقار إليه، واعتراف بقدرته على قضاء الحوائج،
اللهم اجعلنا من الذين إذا ابتليتهم صبروا، وإذا أنعمت عليهم شكروا، وإذا أذنبوا استغفروا،ربنا أفرغ علينا صبراً،وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين،
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت,
اللهم آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرّج الله همّك
خَلقَ اللهُ الناسَ واقتضتْ حكمته أن يبتليهم،وهذا الأمر قدّره الله عز وجل،في سورة الإنسان(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ)
والناس يتفاوت صبرهم على بلواهم و مصائبهم،ذلك المُبتلى،كانت حياته عادية،يمشي فيها يطلب رِزقه،
ثم يشاء الله،وهو الحكيم،أن يُريَ هذا الإنسان حالاً أخرى،فيبتليه الله وتحلُّ بعبده مصائبٌ بعلمه ومشيئته سبحانه،
فأصبحَ العبدُ في حالٍ آخر،يدعو الله ليل نهار أن يكشف الغُمة وأن يُنير الظلمة،ذلَّ وخضع لخالقه،انكسر عند بابهِ،سبحانه،وانطرح بين يديه،لا ينتظرُ وقت إجابةَ الدعوات حتى يدعو،بل كان دعاؤه في كل الأوقات،وفي الخلوات،
كم طالت سجدته وسالت عبرته وهو يدعو الله،كم ليلٍ سهره وفرحةٍ فقدها وهو يتقلّب في ساعات هذا الابتلاء
إنها أيام عصيبة وأوقات مريرة،فالقلب يكاد يُخلع،والنفس تجزع،ومع هلعه يعطيه الله صبراً ويقيناً،و يُنزلُ عليه السكينة فيرى الحقَّ مبيناً،يُعللُ نفسه عسى فرجٌ يكون،فلا تجزع إن حُمّلت همّاً،فأقربُ ما يكونُ المرء،مِن فرجٍ إذا يئسا(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
ويظل يتذكر حديثَ الرسول عليه الصلاة والسلام(وما أُعطي عبدٌ عطاءً أوسعُ من الصبر)
تمرُّ به الأيامُ وهو يقول،عسى فـرج،فحيناً يصبر وحيناً يتصبّر،
يعيشُ المُبتلى ساعاتِ الابتلاء وكأنها دهور،طويلٌ ليلك أيها المُبتلى،وكئيبٌ نهارك أيها المُبتلى،كان للسعادةِ عنده طعمٌ لكنه فقده،وكان له للفرحِ طريقٌ لكنه ما وجده،
عاش هذا المُبتلى سنوات وهو في بلائه ومحنته،يدعو الله و لا يفترُ لسانه عن الدعاء،ولا تتعب مقلتيه من البكاء،وكل لحظةٍ وهو يتفاءل،ما بينِ غمضةِ عَيْنٍ و انتباهتها،،،،يُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِويمضي يومٌ و يعقبه آخر،وتمضي الشهور ثم السنوات وهو لا يَكلُّ ولا يمل من التضرع والدعاء،ونفسه لا تعرف اليأس والجَزع،
أيها المُبتلى،إن ابتلاكَ الله فهو رحيمٌ بكَ عالمٌ بحالك،وإن رفَعَ الله البلاءَ فهو متفضّلٌ عليك متمنن،ثم يشاء الله سبحانه وتقتضي حكمته أن تنقشع الغمامةَ السوداء،وتنير الليالي الظلماء،ويأذنَ الله بالفرَج،فتتنزل عليه رحمة الله ويُذهب الله عناء سنين ذاق فيها المر بكل أنواعه،فتبتهجُ نفسه وتقرُّ عينه،
يا أصحابَ الحاجات، ألم نقرأ في القرآنِ قول الحق عز وجل(فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) لماذا( لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)فأين نحن من الشكوى لله،ومن الإلحاح والتضرعِ لله،
سبحان الله، ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا،أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا، والله لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله،ولا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشفَ للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادةَ ولا نجاح إلا من الله،سنواتٌ مضتْ وهو يدعو ويتضرّع،أراد الله أن يذيقه طعْمَ المرارةِ ليُحسَّ بالحلاوة،تلك التضرعات تتحول إلى شُكرٍ وحمدٍ لخالق الأرض و السموات،ودموعُ خشيةٍ له وشُكرٍ وفَرح،
فاحذر أن تنسى فضل الله وتنسى أياماً عشتها كادت العينُ تفقدُ نورها،وتذكّر قوله تعالى(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)سبأ،
اعملوا شكراً على ما أنعم به عليكم في الدنيا والدين،وكونوا من الشاكرين،وداوموا عليه لله في أي عمل صالح تقومون به،فهو الذي قوّاكم على فعل الخيرات،فالله ،سبحانه وتعالى،بصير بعمل الجميع يجازي بالخير خيراً وثواباً، وبالشر عقاباً وعذاباً،إن الفرار إلى الله، واللجوء إليه في كلِ حالٍ وفي كل كربٍ وهم، هو السبيلُ للتخلصَ من ضعفنا وفتورنا وذلنا وهواننا،
إن في هذه الدنيا مصائبَ،ومحناً وبلايا،وآلامُ تضيقُ بها النفوس، كم في الدنيا من عينٍ باكيةٍ،وكم قلب حزين،قلوبُهم تشتعل، ودموعُهم تسيل،هذا يشكُ علةً وسقماً،وذاك حاجةً وفقراً،وآخر هماً وقلقاً،
تلك هي الدنيا، تضحكُ وتبكي، وتجمعُ وتشتت، شدةُ ورخاءُ وسراءٌ وضراءُ،
فالعبوديةُ لله عزٌ ورفعةٌ، ولغيره ذلٌ ومهانة، وفي سؤال الله عبودية عظيمة لأنها إظهار للافتقار إليه، واعتراف بقدرته على قضاء الحوائج،
اللهم اجعلنا من الذين إذا ابتليتهم صبروا، وإذا أنعمت عليهم شكروا، وإذا أذنبوا استغفروا،ربنا أفرغ علينا صبراً،وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين،
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت,
اللهم آمين.