المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذار أن تكونوا من المطففين


أم حمد
06-11-2015, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذار أن تكونوا من المطففين
قال الله تعالى(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ،الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ،وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ،أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ،لِيَوْمٍ عَظِيمٍ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)فمعنى ويل،أي وعيد شديد لهؤلاء،يتوعد الله تبارك وتعالى بها من أسندت إليه.
هؤلاء المطففون الأشقياء لهم صفتان،
الصفة الأولى(إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)
إن الإنسان الذي يطلب حقه كاملاً، ويعطي الحق الذي عليه ناقصاً إنسان جائر ،لأن هذا خلاف العدل، والله تعالى لا يحب الجائرين، انه يحب المقسطين العادلين،
الصفة الثانيه، قال أهل العلم،إن هذه الآية عامة في جميع الحقوق التي بين العباد،وإنما ذكر الله الكيل والوزن لأنه معروف، فكل الباعة الذين يبيعون ويشترون يعرفون الكيل والوزن،
بعض الأمثلة التي تبين أن هذه الآية هي عامة في جميع الحقوق،رجل استأجر أجيراً فاستوفى الحق منه تاماً، لكنه لم يعطه الأجرة كاملة ،
موظفً يطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يعطي الوظيفة حقها، يتأخر في المجيء، أو يتقدم في الخروج، أو يتلهى عن الشغل بما لا مصلحة للشغل فيه،ولكنه يطلب الراتب كاملاً،
المعاشرة والتعامل بين الزوجين،فقد رسم الله تعالى له خطة عادلة،
قال تعالى(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) والمعاشرة،هي مفاعلة من الطرفين،وعاشروهن،أي ليعاشر كل واحد منكم الآخر بالمعروف،فبعض الرجال يريد من الزوجة أن تعطيه حقه كاملاً، وهو قد بخسها حقها،
الحقوق بين الأصحاب،يدخل فيها التطفيف،بعض الناس يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل، لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل،فإذا كنت تريد أن يعاملك صاحبك بالمعاملة الطيبة فعامله أيضاً بالمعاملة الطيبة؛ لأن له حقاً عليك ولك حق عليه، أما أن تريد أن يعاملك المعاملة الطيبة وأنت لا تعامله كذلك فإن هذا من التطفيف،
التطفيف الحاصل بين المعلم وتلاميذه،أيضاً المعلم والتلاميذ بينهم حقوق، على التلاميذ أن يحسنوا معاملة المعلم، فيكونون أمامه بمنزلة المتلقي الذي يقبل ما يعطى له،يوقرونه ويحترمونه، هذا حق للمعلم على تلاميذه، كذلك العكس فالتلاميذ لهم حق على المعلم، فيجب عليه أن يسلك أقرب الطرق إلى إفهامهم، وأن يحضر الدرس قبل المجيء،وأن يعاملهم بلطف،
التطفيف الواقع في تقسيم الأشخاص،من الحيف والجور أن يتكلم الإنسان في شخص كعالم أو تاجر أو أي إنسان، ثم يذكر مساوئه التي قد يكون معذوراً فيها، ولا يذكر محاسنه،
هذا ليس من العدل،إذا أردت أن تقوِّم الشخص فلا بد أن تذكر محاسنه ومساوئه،
فماذا ينتظرهم يوم القيامة،انه الوعيد الشديد(أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
فهم في الحقوق ينسون أنهم يبعثون، وإلا لو أن الإنسان إذا حدثته نفسه أن يخل بواجب أو ينتهك محرماً تذَّكر يوم المعاد،فما عاقلاً يؤمن بذلك إلا وكف نفسه عن المحرم، وألزمها بفعل الواجب،لكنها الغفلة والنسيان التي تستولي علينا حتى ننسى هذا اليوم العظيم(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)
انه يوم القيامة،الذي يفسره قول الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ،يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)وذلك من شدة الهول وعظمه،
(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
يقومون من قبورهم لرب العالمين، يقومون سراعاً(يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً)
قال النبي صلى الله عليه وسلم(إنكم تحشرون حفاةً عراةً غرلاً بهماً)الحفاة،الذين ليس عليهم نعال ولا خفاف، ولا ثياب،ولم يختتنوا،يعود الإنسان ما نقص منه شيء كما قال عز وجل(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)
وفي وصف ذلك اليوم العظيم يقول المقداد بن الأسود، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً)قال،وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم،بيده إلى فيه،
اللهم أعنا على ذلك اليوم، الذي يفر فيه المرء من أقرب الناس إليه، قال الله تعالى(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ،يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ،وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ،وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ،لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
أنت وأخوك في الدنيا تتآلفان، يأوي بعضكم إلى بعض، ويأنس بعضكم ببعض، وكذلك مع الأم والأب، ومع الصاحبة والابن، لكنَّ هؤلاء تفر منهم يوم القيامة،
قال العلماء،معنى كونهم يفرون،أي خوفاً من أن يطالبوهم بالحقوق من ميراث وغيره،فالأب يخشى أن يقول له ابنه،يا أبت إنك ضيعت تأديبي، وكذلك البقية يخشون أن يحتج هؤلاء عليهم بحقوق يطالبونهم بها يوم القيامة،ولهذا وصفه الله هنا فقال(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من الناجين حين يقوم الناس لرب العالمين.

الشامخه
06-11-2015, 07:21 PM
جزاك الله خير اختي
ام احمد وجعلها الله
بموازين حسناتك
يعطيك الله بالعافيه
ع مجهودك الرائع

محمد الغنامي
06-11-2015, 09:28 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

أم حمد
06-11-2015, 10:23 PM
جزاك الله خير اختي
ام احمد وجعلها الله
بموازين حسناتك
يعطيك الله بالعافيه
ع مجهودك الرائع

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

أم حمد
06-11-2015, 10:23 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

سحاب
10-11-2015, 01:37 PM
جزاك الله خير ونلتي جزاء الدنيا والاخره
دمتي بخير وسعاده دائمه

مهرة يام
11-11-2015, 02:33 PM
ام حمد
جزاك الله كل خير
اثابك الله الجنان
يعطيك العافيه
تحياتي لك

أم حمد
11-11-2015, 02:57 PM
جزاك الله خير ونلتي جزاء الدنيا والاخره
دمتي بخير وسعاده دائمه

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

أم حمد
11-11-2015, 02:57 PM
ام حمد
جزاك الله كل خير
اثابك الله الجنان
يعطيك العافيه
تحياتي لك











بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس