أم حمد
03-11-2015, 06:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين التوكل والتواكل
التوكل،هو تعلق القلب بالله عز وجل،في جلب المنافع ودفع المضار،والاعتماد عليه في كل مجال,والتسليم لأمره وقضائه والتفويض اليه في كل حال,والاستعانة به في كل شأن،والتوكل على الله عبادة عظيمة،وهو من أجل العبادات،قال تعالى﴿وَعَلَى الله فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة،
وقال جل وعلا﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)النمل،
فهكذا ربنا تبارك وتعالى يأمره بالتوكل﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾آل عمران،
والتواكل،هو عدم الأخذ بالأسباب كالقعود عن طلب الرزق مع ادعاء التوكل على الله فهذا يتنافى مع مقاصد الشريعة ومع السنن التي جعلها الله تعالى وسيرها عليه ,
ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( يرفع أحدكم يديه الى السماء يقول،يا رب ،.يا رب،وهو يعلم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ) فترك الأسباب وعدم الأخذ بها مخالف للتوكل على الله،
قال الله عن زكريا﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا،وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا
وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾الأنبياء،
وقال سبحانه﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾الأنبياء،
وما من نبي إلا وهو يدعو ويلح على ربه،
وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم،في القرآن والسنة كثيرة﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾الأعراف،
ويقول سبحانه﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾غافر،
وقال﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ،وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ الله﴾النمل،
وأمر الله بالأسباب فقال جل في علاه﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾الملك،
وقال تبارك اسمه﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾مريم،
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)رواه الإِمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه،
ومعنى الحديث،أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادًا كليًّا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح، وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير، وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى،المقدرات بها وجرت سننه في خلقه،فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به،فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها،
الانسان مطالب بالأخذ بالأسباب بمقتضى فطرته،والاسلام دين العمل والنشاط ودين التوكل والاعتماد على الله تعالى،الذي بيده كل شئ سبحانه،
قال الله تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)الملك،
كما أن من يطلب الشفاء يتسبب بالتداوي لأن الله تعالى،جعل لكل داء دواء,
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال( تداووا عباد الله فان الله خلق الداء والدواء )رواه الترمذي .
أثار التوكل على الله،السعي للعمل يجعل الانسان نشيطاً،ولن يضيع الله من يتكل عليه بل يكفيه مؤونة نفسه،والثقة بالله عز وجل وحسن الظن به،ومحبة الله لعبده فالله يحب المتوكلين عليه،
اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستغفرك فغفرت له واستنصرك فنصرته ودعاك فأجبته،اللهم آمين ،يارب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين التوكل والتواكل
التوكل،هو تعلق القلب بالله عز وجل،في جلب المنافع ودفع المضار،والاعتماد عليه في كل مجال,والتسليم لأمره وقضائه والتفويض اليه في كل حال,والاستعانة به في كل شأن،والتوكل على الله عبادة عظيمة،وهو من أجل العبادات،قال تعالى﴿وَعَلَى الله فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾المائدة،
وقال جل وعلا﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)النمل،
فهكذا ربنا تبارك وتعالى يأمره بالتوكل﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾آل عمران،
والتواكل،هو عدم الأخذ بالأسباب كالقعود عن طلب الرزق مع ادعاء التوكل على الله فهذا يتنافى مع مقاصد الشريعة ومع السنن التي جعلها الله تعالى وسيرها عليه ,
ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( يرفع أحدكم يديه الى السماء يقول،يا رب ،.يا رب،وهو يعلم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ) فترك الأسباب وعدم الأخذ بها مخالف للتوكل على الله،
قال الله عن زكريا﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا،وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا
وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾الأنبياء،
وقال سبحانه﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾الأنبياء،
وما من نبي إلا وهو يدعو ويلح على ربه،
وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم،في القرآن والسنة كثيرة﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾الأعراف،
ويقول سبحانه﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾غافر،
وقال﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ،وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ الله﴾النمل،
وأمر الله بالأسباب فقال جل في علاه﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾الملك،
وقال تبارك اسمه﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾مريم،
عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)رواه الإِمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه،
ومعنى الحديث،أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادًا كليًّا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح، وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير، وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى،المقدرات بها وجرت سننه في خلقه،فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به،فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها،
الانسان مطالب بالأخذ بالأسباب بمقتضى فطرته،والاسلام دين العمل والنشاط ودين التوكل والاعتماد على الله تعالى،الذي بيده كل شئ سبحانه،
قال الله تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)الملك،
كما أن من يطلب الشفاء يتسبب بالتداوي لأن الله تعالى،جعل لكل داء دواء,
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي فقال( تداووا عباد الله فان الله خلق الداء والدواء )رواه الترمذي .
أثار التوكل على الله،السعي للعمل يجعل الانسان نشيطاً،ولن يضيع الله من يتكل عليه بل يكفيه مؤونة نفسه،والثقة بالله عز وجل وحسن الظن به،ومحبة الله لعبده فالله يحب المتوكلين عليه،
اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستغفرك فغفرت له واستنصرك فنصرته ودعاك فأجبته،اللهم آمين ،يارب العالمين.