المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن كثيراً من الناس يصعب على نفسه أن يقول أخطأت


أم حمد
09-10-2015, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كثيراً من الناس يصعب على نفسه أن يقول أخطأت،
فيثقل لسانه إذا جاء ينطق بها،وكأنه يرى في نفسه العصمة، وكذلك يصعب عليه جداً أن يقول عن شيخه أو أستاذه أو إمامه أخطأ بل قد نجد كثيراً من الناس من يصعب عليه أن يقول له أحد كلمة أخطأت أو أخطأ أستاذك أو إمامك،
هل يعقل أن شخصاً ما يتكلم ويقرر ويكتب ويصنِّف منذ عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة ما أخطأ في حياته قط،حتماً لا يُعقل هذا، ولو كان أحد لا يخطئ في كلامه لكان كلامه وكلام الوحي سواء والله تعالى يقول﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فصلت،
ويقول جل وعلا في حق نبيه صلى الله عليه وسلم﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾النجم،
والمفهوم من هذه الآيات أنّ كل كلامٍ غير الوحي يعتريه النقص والتناقض والباطل،
ألسنا بشراً من بني آدم،إذن ما الذي يخرجنا من عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم(كل ابن آدم خطاء)صحيح الترمذي،وصححه للألباني،عن أنس بن مالك،
ألسنا من عباد الله،إذاً فما الذي أخرجنا من عموم قول الله تعالى في الحديث القدسي(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار)رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري،
لو كنا لا نخطئ لماذا شرع لنا أن نقول في دعائنا(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)رواه مسلم ،عن أبي هريرة رضي الله عنه،
وقال الله تعالى﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ﴾
ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ)صححه والألباني،
اعلم ليس عيباً أن تخطئ لكن العيب أن تكابر وتصر على خطئك وتبرر جميع أقوالك وأفعالك كما هو حال كثير من الناس،
وفي قصة موسى عليه السلام مع فرعون،فوائد عظيمة،قال تعالى ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ،قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ،قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ،وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ،وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ﴾وكان موسى عليه السلام قد قتل رجلاً من قوم فرعون خطأ
قال تعالى(قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ،فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ،أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ والقصة مختصرة في هذا الموضع، والسياق يدل على موسى وهارون عليهما السلام أتيا فرعون وقالا له ما أمرهما الله تعالى به فردَّ فرعون بثلاث إجابات،
(الأولى)ذكر منَّته على موسى عليه السلام بقوله﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾
(الثانية) عيَّره بذنبه وهو قتله للفرعوني فقال﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ﴾
و(الثالثة) سبّه وشتمه فقال ﴿ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ثمَّ ما كان من موسى عليه السلام إلا الاعتراف والإقرار بالخطأ الذي ارتكبه من غير مكابرة ولا مراوغة ولا تبريرات فقال﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ،فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ﴾ فيا ليتنا نتعلم هذا الخلق العظيم من هذا النبي الكريم عليه من الله أتم التسليم،
ثم بعد ذلك نفى عن نفسه ما شتمه به وبين بأنه ليس بكافر﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
وتأمل لم يقل له،بل أنت الكافر وأنت الكذاب وأنت وأنت وأنت، كلا بل اكتفى بأن قال إن الله بكرمه وفضله ورحمته وهبني حكماً واصطفاني نبياً ورسولاً،ثم ذكر له السبب الذي جعل أمه تضعه في تابوت وتقذفه في اليمِّ (أي البحر)فالتقطه آل فرعون وهو وليد رضيع فربوه في بيتهم،فقال﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾أي بسبب قتل فرعون لأبناء بني إسرائيل رمته أمه خوفاً عليه فالتقطه آل فرعون وتربى عليه السلام في بيتهم،
بعد ذلك سأل فرعون سؤالاً استنكارياً ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾فأجابه موسى عليه السلام بدعوة التوحيد فقال ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾ فسخر به فرعون واستهزأ به فـ ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾ لم يلتفت موسى عليه السلام إلى استهزائه وسخريته بل استمر بدعوة التوحيد فـ ﴿ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾فلجأ فرعون،كعادة من لا حجة له،إلى أسلوب السبِّ والشتم فـ﴿قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾
استمر موسى عليه السلام في دعوة التوحيد ولم يشتغل بالرد على الشتائم ولم ينتقم لنفسه، ففي انشغاله بالتوحيد والدعوة إليه ما هو أهم من ذلك فـ ﴿قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾فلجأ فرعون إلى أسلوب التهديد والوعيد،فـ ﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾إلى آخر ما قصَّه الله علينا في كتابه،
واعلم أن من لا يقر بأخطائه إذا نُبه عليها فإنه يحرم نفسه من نصيحة الناصحين، فكلما لاحظوا عليه خطأ سيعرضون عنه لأنه لا يقر بخطئه ولو كان خطأه واضحاً كالشمس،
إن من كمال الديانة ورجاحة العقل أن تتجنب الكبر والإعجاب وتتواضع للحق وتقبل النصيحة ولله دره من قال( رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي )
اليوم قلما من نجد من الإخوان من يكون مخلصاً في نصحه، صريحاً بعيداً عن المداهنة،متجنباً للحسد والانتقام للنفس والانتصار للرأي، يخبر بالعيب لا يزيد ولا ينقص،
وليس له أغراض حزبية ولا هوى يرى من خلاله عيباً ما ليس بعيب، أو يقلب الحسنات سيئات أو يخفيها، فعزَّ الناصح والمنصوح،
ولو نبهك أخوك على نجاسة في نعلك لكان من اللائق بك أن تشكره وتدعو له بل وتكافأه،فما بالك إذا نبهك أخوك على فساد في عقيدتك أو ضلال في منهجك أو انحراف في سلوكك وخلقك، تغضب ولا تقبل نصيحته،أليس هذا الناصح أولى بالشكر والدعاء،لماذا نواجه من يبين لنا عيوبنا بالسب والتشهير والوعيد،
لماذا،لأننا لم نعتد على كلمة(أخطأت)
لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم،أن نقول في صلاتنا(اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً،ولا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت،فاغفر لي مغفرة من عندك،وارحمني،إنك أنت الغفور الرحيم)رواه البخاري،
وعلمنا أن يقول أحدنا،وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي،فإنه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنت)رواه البخاري عن شداد بن أوس،

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وارزقنا قبول النصيحة واتباع الحق والقول السديد وارزقنا هداية لا تنقطع،واجعلنا هداة مهدين,وجنبنا الزلل في القول والعمل،وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم آميــــن.

محمد الغنامي
09-10-2015, 06:32 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

أم حمد
10-10-2015, 03:36 AM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

النجلاء
10-10-2015, 08:57 PM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعله الله في موازين اعمالك ان شاء الله
تقديري لك
النجلاء

مهرة يام
11-10-2015, 01:01 AM
ام حمد
جزاك الله كل خير
واثابك الجنه
دمتي بخير وسعاده

أم حمد
11-10-2015, 02:57 AM
ام حمد
جزاك الله خير الجزاء
وجعله الله في موازين اعمالك ان شاء الله
تقديري لك
النجلاء









بارك الله فيج وفي ميزان حسناتج اختي النجلاء
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

أم حمد
11-10-2015, 02:57 AM
ام حمد
جزاك الله كل خير
واثابك الجنه
دمتي بخير وسعاده

بارك الله فيج وفي ميزان حسناتج اختي المهره الاصيله

ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

صـدووودٓ
11-10-2015, 03:04 AM
ام احمد
جزاك الله خير الجزاء
ع روعةة متصفحك
لك ودي

أم حمد
11-10-2015, 05:21 AM
ام احمد
جزاك الله خير الجزاء
ع روعةة متصفحك
لك ودي

بارك الله فيج وفي ميزان حبيبتي ع
ويزااج ربي جنة الفردوس

حمد اليامي
11-10-2015, 08:26 AM
ام حمد
جزاك الله كل الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك
تحياتي لك
حمد اليامي

أم حمد
13-10-2015, 02:49 AM
ام حمد
جزاك الله كل الجزاء
وجعلها الله في موازين حسناتك
تحياتي لك
حمد اليامي









بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي حمد اليامي

وجزاك ربي جنة الفردوس

السيد زيني
13-10-2015, 03:11 AM
السلام عليكم
منورة بالموضوع اختي أم احمد
رغم ان الحروف صغيرة والالوان فقعت عيني
لكن الحمدلله بذلت مجهود علشان اكمل قراءته

بصراحة الموضوع فيه صفة يجب أن يتحلى بها كل انسان مسلم
فالإعتراف بالخطأ يعتبر نوع من القوة والقدرة على التحمل والرغبة في الأفضل

فالرسول عليه الصلاة والسلام عندما اخطأ يوم وصلى العصر ركعتين بدلاً من اربع
اخبروه الصحابة بطريقة فيها نوع من التأدب مع الرسول بقولهم : هل قصرتها أم سهوت
فما كان من الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أن سأل احد الصحابة ويعرفه شديد الحضور والخشوع في الصلاة
لكي يتأكد من صحة ما ذهب إليه اصحابه من نقص في الصلاة فأخبره الصحابي بنعم فقد صليتها إثنتين
فقام الرسول عليه الصلاة والصلام بإكمال الصلاة وختمها بسجود السهو
وهنا أيضاً يتبين وجوب التنبيه على من أخطأ بطريقة جميلة وتحمل الأدب مهما كان نوع الخطأ
فإن هذا يعطي مجال للمخطئ لكي يعتذر ويتأسف وبهذا نصل إلي الغرض المنشود بنشر صفة الإعتذار والتأسف بيننا


اعتذر عن الإطالة واشكركم لإعطائي فرصة للمشاركة

أم حمد
13-10-2015, 05:26 AM
السلام عليكم
منورة بالموضوع اختي أم احمد
رغم ان الحروف صغيرة والالوان فقعت عيني
لكن الحمدلله بذلت مجهود علشان اكمل قراءته

بصراحة الموضوع فيه صفة يجب أن يتحلى بها كل انسان مسلم
فالإعتراف بالخطأ يعتبر نوع من القوة والقدرة على التحمل والرغبة في الأفضل

فالرسول عليه الصلاة والسلام عندما اخطأ يوم وصلى العصر ركعتين بدلاً من اربع
اخبروه الصحابة بطريقة فيها نوع من التأدب مع الرسول بقولهم : هل قصرتها أم سهوت
فما كان من الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أن سأل احد الصحابة ويعرفه شديد الحضور والخشوع في الصلاة
لكي يتأكد من صحة ما ذهب إليه اصحابه من نقص في الصلاة فأخبره الصحابي بنعم فقد صليتها إثنتين
فقام الرسول عليه الصلاة والصلام بإكمال الصلاة وختمها بسجود السهو
وهنا أيضاً يتبين وجوب التنبيه على من أخطأ بطريقة جميلة وتحمل الأدب مهما كان نوع الخطأ
فإن هذا يعطي مجال للمخطئ لكي يعتذر ويتأسف وبهذا نصل إلي الغرض المنشود بنشر صفة الإعتذار والتأسف بيننا


اعتذر عن الإطالة واشكركم لإعطائي فرصة للمشاركة



الله يعطيك العافيه اخوي السيد زيني
نفس الشي والله الألوان كثير انا تعبانه منها حتي طرشت رساله حق مدير المنتدى علشان تغير الألوان على الأقل تحط لون الشاشه ابيض او وردي اخف على العيون
لأني عندي مشاكل في عيوني وبعد ضعف نظر

السيد زيني
14-10-2015, 02:23 AM
بعني الحال من بعضه

كان نفسي اعرف رأيك بالرد
لاني احب النقد الهادف

أم حمد
14-10-2015, 04:25 PM
بعني الحال من بعضه

كان نفسي اعرف رأيك بالرد
لاني احب النقد الهادف

وأنا نفس الشي احب النقد والصراحه
فعلاً اخوي
والله عيوني كثير تعبانه بالذات عيني اليسار ماشوف فيه كثير
المفروض كرماً من صاحب الموقع ان يغير شاشة المنتدي ابيض كباقي المنتديات المشاركه فيها كل ألوانها هاديه ومريحه للعيون

حمد اليامي
14-10-2015, 11:56 PM
ام حمد
جزاك الله كل خير
وجعلها الله في موازين حسناتك

مجنونها
15-10-2015, 03:50 AM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعل ماتقدمين بميزان حسناتك ..