عسولة مكه
04-02-2015, 05:58 PM
http://www.ro-ehsas.net/uploads/1416328913052.jpg
نثرت بضع قطرات على أطراف أناملها من قارورة البنفسج
عطرت بها خصلات شعرها تهم بالخروج
على عجالة من أمرها نظرت إلى الساعة الضخمة
الواقفة بصمود ملاصقة للجدار وكأنها
مارد من حراس الوقت في قصرهاخرجت
مسرعة بعد أن اتشحت
السواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها
يتبعها أربع من حرسها دخلت إلى
إحدى المحلات أومأت للحرس بإنتظارها
خارجاً خرجت من الباب الخلفي وأسرعت
خطاها وهي تنظر للأسفل حتى وصلت
هدفها ،حارة قديمه دخلت إحدى أزقتها
التي اكتظت بالكثير من الحثالة، هنا مجموعة منهم تجلس
حول برميل قديم وقد إمتلأ بالأخشاب والأوراق
المشتعلة إتقاء لهذا البرد القارص
يستمدون الدفئ بأيديهم ثم يمسحون وجوههم لتدفأتها، مجموعه
أخرى غائبه عن الوعي بسبب ما تجرعوه من خمر
رخيص تفترش الأرض القذرة وتلحتف
البرودة وصوت السعال يعلو من بعضهم
ونباح كلب يضطجع في صدر أحد
هذه الجثث . هي تسير وجلة أحدهم يحاول التقرب منها وقد كشر
عن أسنان صفراء في محاولة منه للإبتسام لها
فوكزته في صدره مبعدة إياه وقد شعرت
بالإشمئزاز من رائحته النتنتة إستمرت
بالمشي مسرعة بين هذه الجثث الشبه حيه ،
رأها من بعيد فأقبل عليها مسرعاً
وقد إرتبك يعتذر لها عما مرت به مما جعل صدرها
يعلو ويهبط
من شدة إنفعالها لتلك المناظر البشعة
وبسبب خجلها الشديد حين رؤيته كان يريد إحضارها ولكنها فضلت
القدوم لوحدها، أمسك يديها
التي أثلجها البرد برغم إرتدائها للقفازات
رفعت غطاء وجهها وابتسمت مرتبكة
وهو أشد ارتباكاً منها ضحكا
واختفيا في الظلام
لا يعلم أن من أمسك يدها وسحبها إنما هي
ملكة إستطاع أن يسرق قلبها وهي التي سرقت قلوب القياصرة
والأكاسرة والكل يتقرب منها يلتمس رضاها
والحصول على مبتغاه السياسي بالزواج منها
إنها ملكة بلاد السنديان ورثت العرش من أبيها وهي في مقتبل
عمرها شغلتها ضغوط والدتها لتعويدها الاهتمام
بشؤون مملكتها وحمايتها من الطامعين
وتكوين علاقات دبلوماسية مع دول الجوار
والدول النائية القوية، غاصت في هذه الامور القاسية
ونسيت أمر
قلبها وحاجته الفطرية للعشق والحب
والإستمتاع بربيع عمرها لكنها لم تشعر بهذه
المشاعر مع أي ممن وقف في بلاطها أو
راقصها وقبَّل يديها في محاولات فاشلة لكسب
ودها ولم تدري أن
في صدرها قلب يرغب الإرتواء من نهر
حب نقي بعيد عن إزعاج السلطة وعُقَدها
إلى أن جاء ذلك اليوم كان القصر في هرج ومرج
الكل يستعد لحفل تتويجها الرسمي وقد قُسم العمل فكل
طاقم له عمله والإهتمام بكل صغيرة وكبيرة من
توزيع الورود في مرافق القصر وصالاته
الى قائمة الطعام والضيوف عددهم وأماكن جلوسهم الديكورات
الخارجية والداخلية وأهمها الأمور الأمنية
تشعر ملكتنا بالملل والضغوط التي تكبر
عمرها بسنوات ولكن والدتها تحملت كل شيء عنها
تريدها ان تتفرغ وتسلم نفسها لمن يهتم بإبراز
جمالها وإظهار فتنتها وهناك من تلقنها عبارات الترحيب
وأسلوب الإتكيت والمجاملة ولو أنها ليست بحاجة
لكل تلك الدروس المملة فهي ذكية نشأت
وأمامها كل هذه الطقوس تُمارس بشكل
يومي ولكنها أوامر والدتها .
كانت تقف في شرفة تطل على قاعة العرش
وقد اكتظت بالعاملين في شتىى المجالات وكأنها خلية نحل
لمحته بين هذه الجموع، شاب خمري اللون
لوحت بشرته شمس الربيع الدافئة فزادته جاذبية ممشوق القامة
مفتول العضل كأنه إحدى الفرسان عائداً
تواً من معركته وقد عقص شعره بجديلة قصيرة
خلف رأسه مهمته الرسم على أحد الجدران خلف
كرسي العرش
شعرت بسعادة وهي تنظر إليه وقفت أكثر
من ساعه وهي تحدق به وتراقب تحركاته وهو يخلط الألوان
ويختار الفرش يقترب ويبتعد عن اللوحة في محاولة
لإتقان عمله والوصول إلى أفضل النتائج
حتى يحوز على رضا أسياده
فرحت كثيراً وهي تراقبه شعرت بقلبها
يخفق بسرعة وكل ما تعلمه أنها عشقت هذا الشاب وستحاول
الوصول إليه والحصول على قلبه مهما كلفها الأمر
لا تعلم سر عشقها له فقد شاهدت الكثير
ممن يشبهه بالشكل وأرقى منه من الملوك والأمراء ولكن كل
ماتعلمه أنه أسر قلبها
لم تنم ليلتها فقد قضتها في سعادة تحلم به
وتخطط للتقرب منه والتعرف إليه قبل انتهاء مهمته،
تنكرت بزي إحدى وصيفات القصر
واندمجت في خلية النحل، إقتربت منه تبدي
إعجابها بفنه، تبادل معها
حديثاً مقتضباً سألته إن كان بإستطاعتها
مساعدته في عمله إبتسم لها معتذراً
وانشغل عنها بعمله إبتعدت عنه وهي حزينه
لفشلها ولكن بعد إنتهاء
عمله تبعته إلى حديقة القصر وهو في طريقه للخروج
وافتعلت صدفة لملاقاته واستغرب من
وجودها وهي أيضاً أبدت الإستغراب ورافقته في طريقه وتبادلا
بعض الأحاديث وتم التعارف بينهما ثم عادت إلى
القصر بعد
أن وعدها بملاقاتها في الغد كانت سعيده بمغامرتها التي لا تعلم
عاقبتها، تكرر اللقاء بينهما ليلاً في حديقة القصر وزاد
تقاربهما وشعر
بإنجذاب لها وشغلت الكثير من فكره وتحول
الإنجذاب إلى عشق
عشقها كخادمة من خدم القصر كبر العشق بينهما
وطمع كلاهما بأكبر من لقاء بين أشجار
القصر أرادا إشباع قلبيهما وجسديهما بخلوة
دون خوف أو وجل
واتفقا على لقاء خارج أسوار القصر في سكنه
الوضيع الذي اعتقد أنه سيتحول إلى جنة اذا احتوى عشقهما
وكان اللقاء والإرتواء والصحوة بعد المتعة!
حين عودتها الى القصر شعرت بخوفها الشديد
لفقده وتألمت كثيراً لإخفائها حقيقة كونها عنه وكيف سيكون الفراق
مصيرهما المحتوم!!!
http://www.ro-ehsas.net/uploads/1416328912961.png
وجاء يوم التتويج واحتفلت البلاد بمليكتها الجميلة
وسارت في موكب مهيب في المدينة في عربة
رصعت بالجواهر النفيسة وزينت بالحراير الصينية
الثمينة
والقطيفة الهندية النادرة يجر العربة عشرة من الخيول
الأصيلة القوية وقد جلست هي في صدر العربة
وأمها بقربها وفي الجهة المقابلة جلست وصيفاتها وأمام عربتها
وخلفها مجموعة من الخيول وكذلك
الكثير من الحرس المشاه تحيط بالعربة وقد اصطف الشعب على
جانبي الطريق فرحين يحيون ويرحبون بملكتهم الجميله التي
يحبونها كما كانوا يحبون
والدها الملك العادل
وعند مرورها أخذ الناس يحيونها وينثرون
الورود وينشدون الأناشيد الوطنية والأغاني
التراثية وهي ترفع يدها ملوحة لهم والفرحة
تعلو وجهها
ومن بين الحشود كان يقف عشيقها وكله أمل ان يرى معشوقته
ضمن وصيفات
الملكة ولكنه وجد حبيبته في صدر العربة وعلى رأسها تاج المُلك
فشهق شهقة خوف أو مفاجأة أو رعب لا نعلم إلا أنه اختفى
وتوارى بين هذه الحشود وذهب بغير عودة ...
نثرت بضع قطرات على أطراف أناملها من قارورة البنفسج
عطرت بها خصلات شعرها تهم بالخروج
على عجالة من أمرها نظرت إلى الساعة الضخمة
الواقفة بصمود ملاصقة للجدار وكأنها
مارد من حراس الوقت في قصرهاخرجت
مسرعة بعد أن اتشحت
السواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها
يتبعها أربع من حرسها دخلت إلى
إحدى المحلات أومأت للحرس بإنتظارها
خارجاً خرجت من الباب الخلفي وأسرعت
خطاها وهي تنظر للأسفل حتى وصلت
هدفها ،حارة قديمه دخلت إحدى أزقتها
التي اكتظت بالكثير من الحثالة، هنا مجموعة منهم تجلس
حول برميل قديم وقد إمتلأ بالأخشاب والأوراق
المشتعلة إتقاء لهذا البرد القارص
يستمدون الدفئ بأيديهم ثم يمسحون وجوههم لتدفأتها، مجموعه
أخرى غائبه عن الوعي بسبب ما تجرعوه من خمر
رخيص تفترش الأرض القذرة وتلحتف
البرودة وصوت السعال يعلو من بعضهم
ونباح كلب يضطجع في صدر أحد
هذه الجثث . هي تسير وجلة أحدهم يحاول التقرب منها وقد كشر
عن أسنان صفراء في محاولة منه للإبتسام لها
فوكزته في صدره مبعدة إياه وقد شعرت
بالإشمئزاز من رائحته النتنتة إستمرت
بالمشي مسرعة بين هذه الجثث الشبه حيه ،
رأها من بعيد فأقبل عليها مسرعاً
وقد إرتبك يعتذر لها عما مرت به مما جعل صدرها
يعلو ويهبط
من شدة إنفعالها لتلك المناظر البشعة
وبسبب خجلها الشديد حين رؤيته كان يريد إحضارها ولكنها فضلت
القدوم لوحدها، أمسك يديها
التي أثلجها البرد برغم إرتدائها للقفازات
رفعت غطاء وجهها وابتسمت مرتبكة
وهو أشد ارتباكاً منها ضحكا
واختفيا في الظلام
لا يعلم أن من أمسك يدها وسحبها إنما هي
ملكة إستطاع أن يسرق قلبها وهي التي سرقت قلوب القياصرة
والأكاسرة والكل يتقرب منها يلتمس رضاها
والحصول على مبتغاه السياسي بالزواج منها
إنها ملكة بلاد السنديان ورثت العرش من أبيها وهي في مقتبل
عمرها شغلتها ضغوط والدتها لتعويدها الاهتمام
بشؤون مملكتها وحمايتها من الطامعين
وتكوين علاقات دبلوماسية مع دول الجوار
والدول النائية القوية، غاصت في هذه الامور القاسية
ونسيت أمر
قلبها وحاجته الفطرية للعشق والحب
والإستمتاع بربيع عمرها لكنها لم تشعر بهذه
المشاعر مع أي ممن وقف في بلاطها أو
راقصها وقبَّل يديها في محاولات فاشلة لكسب
ودها ولم تدري أن
في صدرها قلب يرغب الإرتواء من نهر
حب نقي بعيد عن إزعاج السلطة وعُقَدها
إلى أن جاء ذلك اليوم كان القصر في هرج ومرج
الكل يستعد لحفل تتويجها الرسمي وقد قُسم العمل فكل
طاقم له عمله والإهتمام بكل صغيرة وكبيرة من
توزيع الورود في مرافق القصر وصالاته
الى قائمة الطعام والضيوف عددهم وأماكن جلوسهم الديكورات
الخارجية والداخلية وأهمها الأمور الأمنية
تشعر ملكتنا بالملل والضغوط التي تكبر
عمرها بسنوات ولكن والدتها تحملت كل شيء عنها
تريدها ان تتفرغ وتسلم نفسها لمن يهتم بإبراز
جمالها وإظهار فتنتها وهناك من تلقنها عبارات الترحيب
وأسلوب الإتكيت والمجاملة ولو أنها ليست بحاجة
لكل تلك الدروس المملة فهي ذكية نشأت
وأمامها كل هذه الطقوس تُمارس بشكل
يومي ولكنها أوامر والدتها .
كانت تقف في شرفة تطل على قاعة العرش
وقد اكتظت بالعاملين في شتىى المجالات وكأنها خلية نحل
لمحته بين هذه الجموع، شاب خمري اللون
لوحت بشرته شمس الربيع الدافئة فزادته جاذبية ممشوق القامة
مفتول العضل كأنه إحدى الفرسان عائداً
تواً من معركته وقد عقص شعره بجديلة قصيرة
خلف رأسه مهمته الرسم على أحد الجدران خلف
كرسي العرش
شعرت بسعادة وهي تنظر إليه وقفت أكثر
من ساعه وهي تحدق به وتراقب تحركاته وهو يخلط الألوان
ويختار الفرش يقترب ويبتعد عن اللوحة في محاولة
لإتقان عمله والوصول إلى أفضل النتائج
حتى يحوز على رضا أسياده
فرحت كثيراً وهي تراقبه شعرت بقلبها
يخفق بسرعة وكل ما تعلمه أنها عشقت هذا الشاب وستحاول
الوصول إليه والحصول على قلبه مهما كلفها الأمر
لا تعلم سر عشقها له فقد شاهدت الكثير
ممن يشبهه بالشكل وأرقى منه من الملوك والأمراء ولكن كل
ماتعلمه أنه أسر قلبها
لم تنم ليلتها فقد قضتها في سعادة تحلم به
وتخطط للتقرب منه والتعرف إليه قبل انتهاء مهمته،
تنكرت بزي إحدى وصيفات القصر
واندمجت في خلية النحل، إقتربت منه تبدي
إعجابها بفنه، تبادل معها
حديثاً مقتضباً سألته إن كان بإستطاعتها
مساعدته في عمله إبتسم لها معتذراً
وانشغل عنها بعمله إبتعدت عنه وهي حزينه
لفشلها ولكن بعد إنتهاء
عمله تبعته إلى حديقة القصر وهو في طريقه للخروج
وافتعلت صدفة لملاقاته واستغرب من
وجودها وهي أيضاً أبدت الإستغراب ورافقته في طريقه وتبادلا
بعض الأحاديث وتم التعارف بينهما ثم عادت إلى
القصر بعد
أن وعدها بملاقاتها في الغد كانت سعيده بمغامرتها التي لا تعلم
عاقبتها، تكرر اللقاء بينهما ليلاً في حديقة القصر وزاد
تقاربهما وشعر
بإنجذاب لها وشغلت الكثير من فكره وتحول
الإنجذاب إلى عشق
عشقها كخادمة من خدم القصر كبر العشق بينهما
وطمع كلاهما بأكبر من لقاء بين أشجار
القصر أرادا إشباع قلبيهما وجسديهما بخلوة
دون خوف أو وجل
واتفقا على لقاء خارج أسوار القصر في سكنه
الوضيع الذي اعتقد أنه سيتحول إلى جنة اذا احتوى عشقهما
وكان اللقاء والإرتواء والصحوة بعد المتعة!
حين عودتها الى القصر شعرت بخوفها الشديد
لفقده وتألمت كثيراً لإخفائها حقيقة كونها عنه وكيف سيكون الفراق
مصيرهما المحتوم!!!
http://www.ro-ehsas.net/uploads/1416328912961.png
وجاء يوم التتويج واحتفلت البلاد بمليكتها الجميلة
وسارت في موكب مهيب في المدينة في عربة
رصعت بالجواهر النفيسة وزينت بالحراير الصينية
الثمينة
والقطيفة الهندية النادرة يجر العربة عشرة من الخيول
الأصيلة القوية وقد جلست هي في صدر العربة
وأمها بقربها وفي الجهة المقابلة جلست وصيفاتها وأمام عربتها
وخلفها مجموعة من الخيول وكذلك
الكثير من الحرس المشاه تحيط بالعربة وقد اصطف الشعب على
جانبي الطريق فرحين يحيون ويرحبون بملكتهم الجميله التي
يحبونها كما كانوا يحبون
والدها الملك العادل
وعند مرورها أخذ الناس يحيونها وينثرون
الورود وينشدون الأناشيد الوطنية والأغاني
التراثية وهي ترفع يدها ملوحة لهم والفرحة
تعلو وجهها
ومن بين الحشود كان يقف عشيقها وكله أمل ان يرى معشوقته
ضمن وصيفات
الملكة ولكنه وجد حبيبته في صدر العربة وعلى رأسها تاج المُلك
فشهق شهقة خوف أو مفاجأة أو رعب لا نعلم إلا أنه اختفى
وتوارى بين هذه الحشود وذهب بغير عودة ...