المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسد


احلام
31-01-2014, 06:51 PM
الحسد مرض خبيث يستوطن النفوس المريضة متخذا من القلوب العليلة مقرا ومركزا، ليجعل من صاحبه إنسانا يعيش على الغل والبغظاء والأماني العريضة أن يرى نعم وخيرات الناس تزول عنهم لتدق بابه وتصبح ملكه، معترضا على إحدى أهم سنن الكون ألا وهي إختلاف الأرزاق وتباينها ,متناسيا أن الله يرزق من يشاء.

لو كان الناس في الأرزاق سواء لتعطلت مصالح من في الأرض وأصيبت دورة الحياة بالشلل، إذا ما نظرنا عن كثب على دور كل فرد في المجتمع فلا شك سنستنتج أن الفرد يكمل الفرد، الفلاح ، النجار،المدير العامل البسيط . إلغ.. يشكلون دائرة مصالح مترابطة ، إنهم عناصر ضرورية يكونون الوقود الذي يسير به المجتع كذرتي الهيدروجين المضافة لذرة الأوكسجين لتعطي الماء سر حياة هذا الكوكب.

الإنسان الذي يتملكه الحسد أو الحسود لايرضى بزوال كل ماهو مادي فقد بل يتجاوزه إلى كل مايفرح المرء إنه يستخسر البسمة التي ترتسم على شفاه الناس والضحكة المنبثقة من أجوافهم ويتمنى زوالها ليرتسم مكانها الهم والغم.

إنه لمن الصعب تفسير مثل هذه المشاعر المسعورة التي أحيانا تتجسد إلى أفعال شيطانية، أو تحليل شخصية الحسود الغامظة لأنها لا ترضخ لمنطق العقل أو منطق المشاعر، أقل مايمكن أن نقول عنه أنه مرض نفسي وصل حد الإستحواذ الشيطاني.

الحسود يعيش إقتتالا دائما ضد خصوم وأعداء وهميين لايسكنون سوى في نفسه المظلمة وخياله الموحل بالغل والجحود، وسبب الحسد ليس سوى مال، جاه، أملاك، صحة، أبناء بررة.... أو حتى إبتسامة بريئة.

تبقى علاقة الناس بحسادهم في تأرجح دائم بين صدق و خداع، محبة و مقت، كعلاقة نعجة بذئب في لباس شاة، فمهما فعلت النعجة لإسترضاء زميلتها فلن تنجح لسببين:

-الأول: إختلاف الأجناس، فالناس أصناف فهناك الطيب واللطيف كحمل وديع، وهناك الغدار المفترس كذئب جائع.

-الثاني: إختلاف النوايا، فكيف ترضي من يريد لك الهلاك ولا يرضى بأقل من ذلك، إن رمل الصحراء الحار مهما أفرغت به من ماء فلن يظهر عليه.

أعليّ أن أقلق لكوني أغار؟

الغيرة والحسد شيئان متقاطعان ، بعكس الحسود الذي لايهنأ له بال إلا بزوال نِعم الآخرين لتصير مِلك نفسه، الغيرة تمنّي الحصول على مثل مايملِك الآخر دون أن تزول عنه، إنها الغبطة وهي شيئ إيجابي يدفع بعض الأشخاص للجدّ والكدّ في عمل أو دراسة لمنافسة و مضاهات أقرانهم.


إليكم بعض الأبيات المعبرة :

يقول الإمام الشافعي رحمه الله عن الحسد :
كل العداوة قد ترجى إماتها .....إلا عداوة من عاداك بالحسد

وقال عن مداراة الحاسد:
وداريت كل الناس لكن حاسدي......مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمه .....إن كان لايرضيه إلا زوالها

محمد الروقي
31-01-2014, 07:47 PM
لا يوجد جسد الا به حسد يخفيه من يخفيه ويبديه من يبديه
الاميرة احلام لك شكري وجل تقديري
على مجهودك وعطر وجودك

جولييت
31-01-2014, 10:12 PM
يعطيك العافيه علي الطرح ) ...
ب إنتظآر جديدك وعذب أطروحآتك...)
إحترآمي وتقديري...)
كانت هنــــــــــــجولييت ـــــــــــــــأ
http://www.vb.fll2.com/storeimg/img_1351547838_601.gif

وحيد الشمال
01-02-2014, 11:38 AM
موضوع جميل وطرح رائع

كل الود والتقدير

عبدالله بن طلال
01-02-2014, 02:00 PM
الله يكفينا شر الحسد

مشكوره على الطرح الجميل

تحياتي

~ألٌوتُيْنَِ~
01-02-2014, 05:07 PM
حروف أنتظمت لــ تشف عن رقي ذآئقتك
أوتآر سطورك لهآ نغم مميز
أبدآع يحتويهآ
بانتظآر حروف جديدة لهآ أنغآم ملؤهآ الجمآل
دمت و دآم قلمك يسطر لنآ أروع الحروف
طبت و طآبت أيآمك
الوتين

عبدالرحمن الميموني
02-02-2014, 12:08 AM
الله يكفينا شر الحسد

بارك الله فيك على النقل

أوهــام
02-02-2014, 01:37 AM
كل الشكر لك ع المجهود الرائع ،،
تقديري لك ،،