المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـع أبن تيميه في شهر الصيام ..


أوهــام
23-07-2013, 06:26 AM
مع ابن تيمية في شهر الصيام




بسم الله الرحمن الرحيم


لها أحاديث من ذكراك تشغلها --- عن الشراب وتلهيها عن الزاد

كان ابن تيمية قليل تناول الطعام والشراب، وينشد كثيراً ذلك البيت[1].

ووُصِف ابن تيمية بالفراغ عن ملاذ النفس من الأكل والشرب،

وحكي أن أمّه طبخت يوماً قرعاً مرّاً، فتركتها على حالها، ف


جاء ابن تيمية، وسأل: هل عندك أكل؟ فأخبرته أمّه بذاك القرع المرّ، فأكل وما أنكر شيئاً[2].

وقد جرّب ابن تيمية الحبس في رمضان وغيره،

وعاش شهر رمضان خمس مرات في السجن[3]،

وكان حبسه جَنّة وخلوة وأنساً بالله تعالى،

بل كان كذلك في حق غيره من المحابيس،

فقد كانوا مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون

بها عما هم فيه، ونحو ذلك من تضييع الصلوات،

فأنكر ابن تيمية عليهم ذلك أشد الإنكار،

وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى

الله بالأعمال الصالحة، وعلّمهم من السنة ما يحتاجون إليه،

ورغّبهم في أعمال الخير، حتى صار الحبس بما فيه من الاشتغال

بالعلم والدين خيراً من الزوايا، والرُّبُط،

والمدارس، وصار خلق من المحابيس إذا أُطلقوا يختارون الإقامة عنده في الحبس[4].

ولئن أمسك وصام ابن تيمية في الحبس،

فإنه لم يمسك عن الجهاد فيه؛
فقد جاهد وناظر وقاتل، ومن ذلك أن خصومه شغبوا عليه،

فعقد له القضاة
مجلساً بمصر في رمضان سنة 705،

ثم حبسوه، وكان يدعو لخصومه قائلاً:
اللهم هب لهم نوراً يهتدون به إلى الحق.


كما أنه جاهد التتار في رمضان سنة 702 هـ,

حيث حرّض السلطان على القتال، وبشّره بالنصر

، وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم منصورون عليهم.

فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله. فيقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.

وأفتى الناس بِالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً،

وكان يدور على الأجناد فيأكل من شيء معه في يده،

ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل[5].

وأما عند صلاته التراويح فقد كان يؤمّ الناس لصلاة التراويح

فيعلوه عند القراءة خشوع ورقّة تأخذ بمجامع القلوب[6].

وأما عن تقريراته العلمية بشأن شهر الصيام وما يتعلق به،

فهذا يطول جداً، وسأقتصر على طرف منها:


قال - رحمه الله -: إعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان

هو من سنن الإسلام،

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم


«من فطّر صائماً فله مثل أجره»[7].

وجانب الإحسان والإعانة للناس ظاهرٌ في سيرة ابن تيمية،

حتى قال الحافظ الذهبي: «له محبُّون من العلماء والصلحاء،

ومن الجند والأمراء، ومن التجار والكبراء، وسائر العامة تحبه،

لأنه منتصب لنفعهم ليلاً ونهاراً بلسانه وقلمه»[8].

ومن ذلك قوله: عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أَكلة السحر» أخرجه مسلم.

وهذا يدلّ على أن الفصل بين العبادتين أمر مقصود للشارع،


وإذا كانت مخالفتهم سبباً لظهور الدين،

فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله،

فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد الشريعة[10].

قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]،

فشهر رمضان له خصوصية بالقرآن، وقد احتفى ابن تيمية بالحديث عن دلائل القرآن،

وأهمية فهمه، فقرر أن ألفاظ القرآن فيها من الحكم والمعاني

و«القرآن قد دلّ على جميع المعاني التي تنازع الناس فيها، دقيقها وجليلها»[12]،

وقرر أن اليقين يحصل بأمور، وذكر منها:

تدبر القرآن[14]، وأطال النَفَس في أن القرآن


حافل بالدلائل العقلية خلافاً للمتكلمين الذين يزعمون أن أدلة القرآن خبرية فحسب[15].


بل قال: «من أعظم أبواب الصدّ عن سبيل الله،

وإطفاء نور الله، وإبطال رسالة الله: دعوى كون القرآن لا يفهم معناه،

ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه، ولهذا يسلك هذا الطريق

من نَافَق من المتكلمة والمتفلسفة ونحوهم،

فإنهم إذا انسدّ عليهم باب الرسالة والأخذ منها،

رجع كل منهم إلى ما يوحيه الشيطان»[17].


ثم قال: وهو دائم التفكر في معانيه، والتدبر لألفاظه،

واستغنائه بمعاني القرآن وحِكَمه عن غيره من كلام الناس

، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن،

فإن شهد له بالتزكية قبله، وإلا ردّه.



فاللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً،

واجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا.

مصرية وافتخر
23-07-2013, 11:09 AM
اوهام
جازيتي خيرا انشاء الله
علي ماقدمتيه
تقبلي شكري واحترامي

النجلاء
23-07-2013, 04:40 PM
وهومه

جزلك الله خير الجزاء

جعله الله في موازين اعمالك ان شاء الله

تحياتي لك

النجلاء

أوهــام
07-08-2013, 05:09 AM
"نجوله .. ست الكـل "

جزاكـن الله خـير ع المرور المـشرف ..

تحيه طيبه لأرواحكـن ..