المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلبة المدام زوزو قصة لباسم عبد الحكيم عيد


باسم عبد الحكيم عيد
23-12-2010, 11:53 AM
كلبة المدام زوزو !!!!
قصه لباسم عبد الحكيم

هي سيدة في منتصف الخمسينيات من العمر، سيدة من الذوات وأصحاب الطبقات الراقية في المجتمع، كانت تتحدث إليَّ عن "زيزي"... فقالت: "والله يا أستاذ أنا أعتني بزيزي، وأشيلها في عيوني... تستيقظ صباحاً على أغاني الست فيروز (أعطني الناي وغني)، وتفطر على جُبْنة وكوب حليب، وتشاهد معي باهتمام برنامج صباح "الخير يا وطن"، وأقرأ لها الصحف، وتدخل على الإنترنت بل وحتى لديها إيميل خاص، وأنا بصدد تعليمها اللغة الألمانية، حتى تستطيع أن تتعايش مع المجتمع الألماني لأنها ستصطحبني في سفري إلى هناك..."، فقلت لها: "الله يخليلك زيزي حتى ترينها عروسا تزف إلى بيت الزوجية قادر يا كريم.."، انتفضت مدام زوزو وقالت "لن تتزوج زيزي إلا من واحد يكون من فصيلة راقية.."، فقلت لها: "معك حق بنات الذوات لا يتزوجن إلا أبناء ذوات مثلهن، وهذا أمر مشروع، يجب أن تزوجي ابنتك من الذي يستطيع أن يحفظ لها مكانتها..". وفجأة دخلت علينا كلبة بنية اللون ولأنني أخاف من الكلاب صعدت فوق الكرسي وقلت بلهجة المرعوب: "من الذي أدخل هذا الكلب هنا؟"، ضحكت مدام زوزو ثم قالت: "انزل لا تخف هذه زيزي تريد أن تتعرف عليك، أنظر كيف تلعب بذيلها احتراما وتقديرا لحضورك..". الشهادة لله كانت زيزي "تري جونتي" ومؤدبة إلى أبعد الحدود... ولأنني ارتحت إلى حركة ذيل زيزي، ابتسمت ونزلت من مكاني وأنا أقول في قرارة نفسي ما قاله عادل إمام في مسرحية "الواد سيد الشغال": "أما ولاد شحيبر صحيح!!".
وراحت مدام زوزو تتحدث عن كلبتها زيزي التي تنام في وداعة على حجرها، كيف تأخذها إلى الأطباء، وتقتني لها الطعام، وكيف أن زيزي تنتظر عودتها إلى البيت بفارغ الصبر، وراحت تتحدث عن ثقافة زيزي في اللغات.. فهي تفهم كل الأوامر وبجميع اللغات... وأنا أقول "يا ما شاء الله، يا ما شاء الله!".
فجأة قامت زيزي وركضت نحو التلفزيون، وأخذت تلعق الشاشة... سألت مدام زوزو عن السبب، فقالت لي وضحكتها تملأ المكان: "لقد حان موعد مسلسلها المفضل..مهند، هي من أشد عشاق مهند، وأعلق لها صوره في غرفتها الخاصة، تخيل يا استاذ عندما تشاهد صوره تبدأ في النباح بطريقة رومانسية وتلعب بذيلها، أعتقد أنها تحبه"...
ولم أخرج من بيت مدام زوزو إلا وأنا ألعن سنسفيل الكلاب، مدام زوزو ومهند!!!
كنت أتمشى في الشارع وأنا أندب حظي التعيس.. لأنني علمت أن زيزي لا تتنقل إلا في السيارة.. بينما أقطع أنا مسافات "رالي داكار" على قدمي، فنحن في زمن أصبح فيه حظ الكلب أوفر من حظ بني آدم!!!
وفي طريقي التقيت بالحاج سعيد وهو أحد أغنياء البلد، يصطحب ابنه سامي إلى الثانوية.. فطلب مني الركوب للذهاب معهما، بعد أن وصله استدعاء من السيد الناظر: "نرجو من سيادتكم الحضور فورا إلى الثانوية للنظر في أمر ابنكم سامي".
دخلنا مكتب الناظر الذي وجدناه مستاءً من سامي وأعماله... فانفجر قائلا: "سامي ابنك تبول في حجرة الدراسة بعد أن خرج زملاؤه في الاستراحة.."، صعقتني الجملة التي قالها الناظر ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفع سامي على قفاه وأقول: "تتبول في حجرة الدرس يا سافل، إذا كانت كلبة مدام زوزو تتبول في "التواليت"، تأتي أنت وتفعلها في الحجرة يا منحط".
أكمل الناظر كلامه: "ويا ليته توقف عند هذا الحد، ابنك يا سيدي ضعيف في اللغات ويتسبب في مشاكل لأساتذة اللغة الفرنسية والإنجليزية...". ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفع سامي مرة أخرى على قفاه صارخا: "كلبة المدام زوزو تتعلم جميع اللغات، وهي تقوم بـ"كورس" تدعيم في اللغة الألمانية، أريد أن أعرف من منكما الحيوان أنت أم كلبة المدام زوزو ؟؟؟". واصل الناظر كلامه قائلا: " كما أن ابنكم سامي لا يحترم أحدا، يتشاجر مع الناس، ويمزق ملابسهم... ويتسبب في جرحهم..". صفعت سامي مرة أخرى على قفاه قائلا: "كلبة المدام زوزو ترفع ذيلها ترحيبا بالضيوف، لدرجة أنها كانت ستقدم لي الشاي بنفسها، وأنت تمزق ثياب الناس... يبدو لي أنك أنت الكلب وزيزي بني آدم".
وقبل أن يكمل الناظر كلامه في تعداد "بلاوي" سامي، قاطعته قائلا: "المدام زوزو ذاهبة لأداء فريضة الحج هذه السنة، وستكون مصيبة لو اصطحبت كلبتها معها.."، التفتت إلى الحاج سعيد الذي كان وجهه يتصبب عرقا وهمست له: "أتمنى أن تربي ابنك بمنهج لا يقل عن تربية المدام زوزو لكلبتها..!!!".

تلميذة الايآم
23-12-2010, 07:05 PM
ههههههههههه


اخ باسم
http://www.alqaly.com/vb/mwaextraedit4/extra/106.gif

تقبل مروري

محمد الروقي
23-12-2010, 09:48 PM
ههههههههههه
الله يسعدك باسم شاعر وكاتب وفيلسوف ومرح

تقبل تقديري اخي وسجل الاعجاب

روح الورد
23-12-2010, 09:56 PM
حظ الكلب أوفر من حظ بني آدم
ههههههههههههههههههههههههههههههههه

يسلمووو الايادي

بسايل
24-12-2010, 10:22 AM
كلام واقعي بطرح فكاهي

كل الشكر لك اخي الفاضل