المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدي بن حاتم الطائي .. قصة ملك عربي !


بنت العود
13-11-2008, 01:46 AM
http://aja1921.jeeran.com/t_2_Twaren.jpg


بعد وفاة حاتم الطائي، كريم العرب، وملك طيء وحاكم الجبلين (أجا و سلمى)، تولى الرئاسة مكانه إبنه عدي بن حاتم، والذي لم يكن أقل من أبيه في النبل والكرم والوعي، وهذه أهم صفات القائد عند الحائليين (الطائيين آنذاك).
ولد عدي بن حاتم قرابة عام 580 للميلاد، وهو أصغر من أخته سفانة التي ولدت قرابة عام 568 للميلاد، وهما الإبن والإبنة الوحيدين لحاتم الطائي وزوجته ماوية.مدينة توارن في حائل
نشأ عدي في قصر والده، في مدينة توارن (45 كلم شمال حائل) التي كانت عاصمة أجا وسلمى آنذاك، وفيها تعلم القراءة والكتابة، وتزوّد بالمتوفر من تعاليم حول دينه المسيحي (كانت طيء تتبع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في أنطاكية [السريان الأرثوذوكس في سوريا] )، وأعدّه والده حاتم للحياة السياسية عبر إرساله في المهمات الدبلوماسية، وإشراكه في قيادة الجيش الطائي في الحروب، وتأهيله بالتوجيه والإرشاد لتولي مسؤوليات الحكم من بعده.
وعندما كان عدي في الثانية والعشرين من عمره، أي في عام 602 م، توفي حاتم الطائي، وحزنت طيء لذلك، وعمّ الحداد في أرجاء البلاد، قبل أن يعتمد الطائيون في توارن وبشكلٍ رسمي، عدي بن حاتم، ملكاً لهم خلفاً لوالده.
حافظ عدي على الإتفاقيات والتحالفات التي أبرمها والده مع القبائل والمدن المجاورة، فنعمت حائل بنمو اقتصادي واستقرار معيشي، قائم على الزراعة التي تحقق الإكتفاء الذاتي من الأغذية لمواطني المدينة وأفراد القبيلة، وعلى التجارة، خصوصاً مع الشام، والتي تربطها في ذلك الوقت روابط دينية أيضاً مع طيء وحائل.
وفي العقدين التاليين، وأثناء حكم عدي بن حاتم، تعززت قيمة طيء في البلدان المجاورة، ولدى قبائل الجزيرة العربية، وأقام الطائيون تمثالاً للسيدة مريم ولعيسى المسيح في فناء الكعبة في مكة. وكان الفناء يحوي رموزاً (أو ما تسمى أصنام) لمختلف الأديان والمذاهب التي تدين بها أهم قبائل الجزيرة العربية. فالكعبة آنذاك كانت رابطاً قومياً أكثر من كونها رابط ديني. أي أنها كانت مكاناً يمكن لأي عربي أن يتعبد فيه، بغض النظر عن دينه الأصلي. فكان هناك المسيحيون العرب تتقدمهم طيء وبعض القبائل الصغيرة في الحجاز وأفراد ومثقفون من قبائل أخرى، وكان هناك الصابئة المندائيون، وكان هناك الحنفاء ومعظهم من قريش وخزاعة والقبائل العدنانية، وأطياف شتى من المذاهب والأديان كلها تطوف حول الكعبة العربية.
كان الحال كذلك، حتى عام 622 م، وهو العام الذي هاجر فيه النبي محمد وأصحابه من مكة إلى المدينة (يثرب)، ومن هناك بدأ خطر التهديد العسكري يكبر ضد قبائل ومدن الجزيرة العربية، وأهمها قريش في مكة، وقبائل اليهود في المدينة، وقبيلة طيء في الجبلين، وإقليم البحرين والأحساء، وثقيف في الطائف.
وفي تلك الآونة، سعى عدي بن حاتم إلى توثيق علاقاته مع الحكومة الدينية في الشام وكنيسة أنطاكية، تحسباً لأي هجوم إسلامي على بلده ومواطنيه، ولم تمضِ سوى سبع سنوات من هجرة محمد إلى المدينة، حتى وصل الخبر إلى عدي بأن جيوش محمد خرجت من المدينة قاصدة حائل، بقيادة خالد بن الوليد ! وكان ذلك عام 628 م.
وفي نفس اللحظة التي وصله فيها الخبر، ركب عدي جواده وأنطلق مع مرافقيه إلى بلاد الشام، قاصداً أنطاكية، ليحصل على دعم يقاوم به الغزاة. غير أن الجيوش الإسلامية وصلت إلى حائل قبل أن يعود عدي بالنجدة. وننتقل هنا إلى الجيش الإسلامي، الذي كان بقيادة خالد بن الوليد : كان خالد بن الوليد عازماً على دخول الجبلين وإخضاعها بالقوة بقتل جميع من لا يدخل الإسلام من مواطنيها، غير أن علي بن أبي طالب، والذي كان صديقاً لعدي بن حاتم، منع خالد بن الوليد من الهجوم، وأوضح أنه سيدخل إلى توارن ويحادث عدي بن حاتم أولاً، لعله يعتنق الإسلام، أو على الأقل يعترف بسلطة النبي محمد ويفد عليه، حقناً لدماء العرب. ولكن عندما وصل علي بن أبي طالب إلى توارن، علم أن عدي قد سافر إلى أنطاكية لجلب النجدة. وهنا دخل الجيش الإسلامي إلى بلاد طيء، لكن علي بن أبي طالب أيضاً، منع الجنود من مهاجمة المدنيين تقديراً لصداقته مع عدي، وعامل أسرة عدي باحترام فائق. وتكفل هو شخصياً بمرافقتهم أثناء أسرهم إلى المدينة ليضمن عدم إهانتهم أو معاملتهم بغير قدرهم. وكانت أهم شخصية بين الأسرى : سفانة بنت حاتم، أخت عدي. التي أخذوها إلى المدينة، وقابلت النبي محمد هناك وألقت على مسامعه خطبة بليغة، لم يتأخر بعدها النبي محمد عن فك أسرها وإعادتها إلى بلدها معززة مكرمة. أما خالد بن الوليد فقد أصرّ على تحطيم أول تمثال (صنم) واجهه في حائل، وهو تمثال الإله اليوناني فاليس (الفلس) وكانت تعبده أقلية من طيء.
ونعود هنا، لعدي بن حاتم، الذي وصله نبأ الهجوم على حائل وسقوطها بيد المسلمين، وأسر أخته وعائلته وعدد من كبار قومه، فيما كان في أنطاكية، فلم ينتظر نتيجة مشاورات الحكومة والكنيسة في الشام، بل ركب مسرعاً بإتجاه المدينة، حيث النبي محمد، فوصلها بعد أيام قليلة. ويرد في الكتب التراثية الإسلامية أن أهل المدينة أخذوا يهتفون لما قدم عدي : "عدي بن حاتم.. عدي بن حاتم"، وكان هناك علاقة بين أهل المدينة (الأوس والخزرج) وبين قبيلة طيء، إذ لهما أصل مشترك في النسب. وكان عدي بوصفه ملكاً لطيء، واحداً من العظماء في نظر كل القبائل اليمانية (ومن بينها طيء والأوس والخزرج) . فدخل عدي المدينة معلقاً على صدره صليباً من الذهب، وسأل أهل المدينة عن محمد، أين هو؟ فدلوه على المسجد، حيث يعقد النبي محمد مجلسه اليومي. فلما وصل الخبر إلى النبي بقدوم عدي، خرج واستقبله وأخذه إلى بيته بتقدير واحترام كبيرين ولياقة فائقة، وتروي الكتب الإسلامية، أن النبي محمد أخذ وسادة كانت مخصصة له، يجلس عليها في صدر المجلس وجعل عدي يجلس عليها إكراماً له.
وهنا قال النبي محمد لعدي : يا عدي.. أسلم تسلم ! فقال عدي : لي دين أعبد الله فيه. فقال محمد: أنا أعلم بدينك منك ! فردّ عدي : وكيف تعلم ؟! فقال له النبي محمد : ألستَ مسيحياً ؟ فقال عدي : بلى، قال محمد : حسناً، ألست تفرض ضريبة على الأقوام الخاضعة لملكك ولمدينتك؟ فقال عدي : بلى، فقال محمد : وتعلم أيضاً أن ذلك غير جائز في دينك المسيحي ؟ هنا صمت عدي لثوانٍ قبل أن يجيب : صحيح، إنه غير جائز. وكان النبي محمد بذكائه المعروف يريد أن أن يوحي لعدي أنه هو نفسه (أي عدي) غير ملتزم بهذا الدين الذي يعتنقه، عبر الإشارة إلى جبايته للضرائب التي تتعارض مع تعاليم المسيحية، والهدف الذي يريد أن يصل إليه النبي محمد، هو الإيحاء لعدي أن بإمكانه ترك المسيحية والدخول في الإسلام فهو على أي حال غير ملتزم تماماً بتعاليم المسيح !
وأنتهى اللقاء الأول بتأكد عدي من أن أخته سفانة وبقية كبار قومه قد فك أسرهم، قبل مجيئه، وعادوا إلى حائل، فلما كان من الغد إلتقى عدي بالنبي، فقال له محمد : يا عدي، إن الله يقول عن المسيحيين (إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح عيسى ابن مريم) ؟ فرد عليه عدي : نحن لا نتخذ أحبارنا ورهباننا أرباباً من دون الله، ولا نعبدهم ! فقال محمد : أليسوا يعلمونكم الحلال والحرام فتطيعونهم ؟ فقال عدي : بلى. فقال النبي محمد : هكذا أنتم تعبدونهم !
وعلى أي حال أعلن عدي بن حاتم إسلامه لاحقاً وتعاهدا أن يتحالفا في الحروب والأحداث المقبلة، وعاد عدي إلى بلاده ومواطنيه في حائل. وكان ذلك عام 628 م.
لقد كان عدي بن حاتم، إنطلاقاً من قيمه الذاتية والسياسية وقيم مجتمعه الذي يعيش فيه ويحكمه، يعتبر إتفاقه مع النبي محمد، أمراً لازم التنفيذ في كل الأحوال سواء في حياة النبي محمد أو بعد موته، وعلى هذا الأساس، فإنه حالما نشبت حروب الردّة، التي وقعت بعد وفاة النبي محمد، عندما ثارت معظم قبائل ومدن الجزيرة العربية ضد الإسلام رافضين دفع الزكاة للمدينة، سارع عدي إلى جمع طيء وأعلمهم أنهم سيشاركون إلى جانب المدينة ضد المرتدين في اليمامة وقبائل أسد، وكانت قبيلة طيء القبيلة الوحيدة التي يُشار لها بأنها ( لم ترتدّ عن الإسلام) بعد وفاة النبي، والحقيقة أن قيمة الوفاء بالعهد، وكذلك المصلحة السياسية، كانت سببا رئيسياً في إنضمام طيء إلى قوات الصحابة في حرب المرتدين. وعُرف عدي بن حاتم بعد حروب الردة في الوسط الإسلامي، كأحد الزعماء السياسيين في الدولة الإسلامية الناشئة.
وفي عهد عمر، شارك الطائيون في الفتوحات الإسلامية في القادسية واليرموك بقيادة ملكهم عدي، وعندما بدأت الخلافات السياسية في عهد عثمان بن عفان، كان لعدي بن حاتم موقف سياسي واضح وثابت من تلك المسألة، ووقف إلى جانب علي بن أبي طالب، وسانده مع طيء في كل الحروب التي خاضها حتى أنه فقد إبنه محمد في موقعة الجمل وكذلك إحدى عينيه دفاعاً عن علي بن أبي طالب، وأصيب إصابة بالغة في معركة صفين. كذلك شارك مع علي في معاركه ضد الخوارج في النهروان وما تلاها من مواجهات وأحداث. وبعد إغتيال علي، جدّد عدي، عن قبيلته طيء، عهد الولاء والتحالف مع الحسن بن علي، ولازمه في كل مواجهاته حتى زمن الصلح.
توفي عدي سنة 688 م، والأرجح أنه مدفون في المقبرة المعروفة التي تضم جثمان والده حاتم، في توارن بحائل.

إبراهيم صبحي العضيله
13-11-2008, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يعطيك العافيه على هذا الجهد

تقبل تحياتي

محمد الروقي
13-11-2008, 12:28 PM
تسلمين

على هالموضوع

والمجهود الذي تشكرين عليه

ومدام جبتي طاري جدك حاتم الله يعينك وعساك على القوه

نبي كرم بنت العود في رواااااااااااسي بالعلم انها ماقصرت وعداها العيب

بسايل
13-11-2008, 01:41 PM
الله يعطيج العافيه

بنت العود
13-11-2008, 10:59 PM
العضيله خيو كل الشكر لتواجدك العطر

محمد اخوي حاتم انسان كل شخص يفتخر به وان شاء الله اقدم لها المنتدى المفيد تسلم عاتواجدك الرائع

الجوري الله يعافيك عالتواجد الرائع

محمد القسامي
14-11-2008, 06:28 AM
بنت العود
حايل وديارها لها معزه من معزة أهلها ولا أحد ينكرها وينكر أجيالها
كفيتي ثم وفيتي المقال هنا
ونطمح بالمزيد منك
دمتي بكل خير ولاهنتي

الشقـــــاوي
14-11-2008, 07:13 AM
بنت العود



سلمت يمناك على هذه القصه الجميله



اركان يجب تذاكر ماضيها وعدم نسيانها



تقبل مروري وخالص شكري

بنت العود
14-11-2008, 09:25 PM
محمد القسامي اخوي كل الشكر لتواجدك الرائع
الشقاوي اخوي وجودك اضاء هذا المتصفح

لكم شكري

خالد ابن هجيره
22-03-2009, 08:07 AM
بنت العود يعطيك العافيه
بس اكذب عليك اذا قلت قريت القصه كلها
كمن سطر نقزته
واذا شفته طويل نقزته
هههههه
تحياتي لك خيتو
تسلم يداك الثنتين
خيك
خالد ابن هجيره

السيــ عمهوج ـف
27-06-2009, 01:04 PM
بيض الله وجهك

كفيتي ووفيتي

دمتي ولاهنتي

والله يعطيك العافيه