المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيامية


خيال مطير
29-06-2018, 05:15 PM
الخيامية: "القصاقيص" البالية التي صنع منها المصريون فناً أصيلاً
28.06.2018

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/MAIN_2Khayamiyah-Egypt.jpg

قد لا يخطر ببال المأسورين بعروض التنورة في العالم شرقا وغربا أن تلك الأزياء بديعة الألوان وراءها سر وحكاية تكشف عن أصل فن مصري الهوية صنع من قصاصات الأقمشة البالية حتى دار العالم بأسره.

"الخيامية".. ذلك الفن المصري الأصيل، الذي يعتقد شعبياً بأنه ظهر في العصر الفاطمي مع انتشار التجار العرب الوافدين إلى مصر ممن يُبلي الزمن خيامهم، فتتدخل الأيدي المهرة لحياكتها وتطريزها بالقصاصات الملونة ثم تنطلق إلى آفاق أكثر رحابة برسم لوحات زخرفية بالقماش تحمل الزخارف من النقوش الإسلامية والكلمات العربية، ورسوم النباتات والرسوم الفرعونية.

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/Khayamiyah-Egypt1.jpg


السير في سوق الخيامية بمنطقة "تحت الربع" أحد أشهر أسواق القاهرة المسقوفة، كأنه نزهة في إحدى صفحات التاريخ الإسلامي فطراز المكان تزينه الأسقف الخشبية المرصعة بالنقوش الإسلامية والدكاكين لا تزال تحافظ على أبوابها الخشبية وجدرانها المصفوفة من حجارة تعود بتاريخها لمئات السنين.

ولا تستطيع أن توقف ناظريك عن بهجة الألوان التي ترسم لوحات القماش المعروض على جانبي الطريق، ولا تستطيع أن تمنع نفسك من دخول تلك المحلات لزينتها بمعروضها وعبق بنيانها.


"بدأت من الرقعة حتى أصبحت تأخد شكلاً زخرفياً ومع تطور الزمن بدأت تأخذ شكل رسومات إسلامية.. زهرة اللوتس والخط العربي بجميع أنواعه"، بتلك الكلمات استهل أشرف هاشم، 56 عاماً، أحد أقدم صانعي المهنة، ويملك محال صغيرة بسوق الخيامية، حديثه عن الفن الفريد.

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/Khayamiyah-Egypt2.jpg

تابع أن الحكاية، في المخيلة الشعبية، تعود إلى العصر الفاطمي عندما حط التجار على مصر للترويج لبضاعتهم، وكانوا يخيمون لشهور، ما يجعل خيمهم تبلى، وهنا يأتي دور الصانع المصري، الذي بدأ معالجتها بالترقيع، أي حياكة قماش على القماش لإخفاء عيب أو قطع به، ثم طوره إلى فن بديع نسجته قطع القماش "القصاقيص" بخيوط من ألوان زاهية، فتطور ليروي حكايات ويتناول عصور قديمة كالعصر الفرعوني القديم.

جمعت الخيامية صناعها ف مهنة تطالبهم بأكثر من 10 ساعات يومياً، من تنسيق ألوان القماش وحياكتها بغرزات دقيقة ومتناغمة.

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/Khayamiyah-Egypt3.jpg

يروي "هاشم" أنه منذ بلوغه ستة أعوام سحرته ألوان الخيامية ورغم تلقيه تعليم جيد يغنيه عن ممارستها، إلا أنه اختارها كمهنة، وعزم على استكمال طريق حياته في صناعتها، "ورثت هذه المهنة عن عائلتي قبل 50 عاماً، ومنذ طفولتي بدأت أنبهر بها وبصانعيها وألوانها، وقمت بتقليدهم. فمرت سنوات وأصبحت أحد صانعيها".

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/Khayamiyah-Egypt4.jpg

"سر المهنة حبها" هذا ملخص الإبداع بالخيامية عند هاشم، واتفق معه عبدالله فتحي، 40 عاماً، الذي يعمل بالخيامية منذ 15 عقداً، حيث قال: "الشغلانة دي ألي ميحبهاش ميطلعش فيها حاجة"، مبرراً ذلك بأن عدد الساعات التي قد يستغرقها الصانع لإنتاج تابلوه "لوحة" واحدة تبلغ نحو أكثر من 10 ساعات، كما أنها تتطلب أن يتمتع صاحبها بالفن وإبداع الأفكار التي يجب أن تتجدد دائماً لتواكب تطور الزمن.

طوال سنوات تم الاستعانة بصناع الخيامية لينسجو بخيوط الذهب كسوة الكعبة لتنطلق من القاهرة إلى بلاد الحجاز في رحلة "المحمل" ليزينوا بيت الله الحرام بالآيات القرآنية كل عام، حتى توقفت تلك العادة ولكن ظل الصناع يغذون ورثتهم بتلك الذكرى ليستمروا في صناعة ليست مربحة كغيرها من الصناعات.

"الخيامية مش متشافة كويس"، تلك رؤية أجمع عليها عدد كبير من صناع الفن الأصيل.

أعرب فتحي عن استيائه لإكتشاف السياح للسوق -حيث صناعتهم- بالصدفة، مؤكداً على ضرورة أن يعمل القائمين على السياحة في مصر لإدراج السوق ضمن المزارات السياحية التي يضعها مرشدي السياحة في برنامجهم، لتعطي للسوق فرصة لأن "ينتعش ويكسب صناعه من فنهم".

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2018/06/MAIN_Khayamiyah-Egypt.jpg

سعى صناع الخيامية طوال سنوات للمشاركة في معارض عالمية أملاً في الترويج لصناعتهم الفريدة، التي يري فتحي أنها "مهنة تتميز بها مصر عن أي دولة أخرى في العالم رغم محاولات فشلت لتقليدها".

بسبب شعبيتها، ظهرت محاولات لمنافسة إنتاج صناعة الخيامية اليدوية، بإنتاج ما يشبهها بماكينات حديثة، ولكنها لم تستطع مضاهاة الفن اليدوي المصري.

مؤخرًا ظهرت فنون الخيامية في ديكورات المنزل المصري من خلال النقش على المفروشات وغطاء الوسائد ومقاعد الاستقبال، إلا أن ذلك لم يؤثر على الإقبال على لوحات الخيامية التي تكسب قلب الزبون المصري والأجنبي معاً.


https://raseef22.com/wp-content/uploads/2015/07/9.jpg

زيارة واحدة كفيلة بأن تجعلك من محبي الفن المصري "الخيامية" (صناعة الخيام)، الذي تمتزج فيه الألوان والغرزات الدقيقة لتصنع لوحات قماشية فريدة، داخل شارع الخيامية في منطقة الدرب الأحمر المجاور لشارع المعز لدين الله، الذي هو من أعرق الشوارع في القاهرة منذ العصر الفاطمي.

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2015/07/2.jpg


صانعي الخيامية يطلقون على مهنتهم اسم "صناعة الأنبياء"، نسبة إلي نبي الله إدريس، الذي كان يعمل في حياكة الخيم، كما ذكرت هذه المهنة في القرآن والتوراة. ويقول أبو كمال، صاحب ورشة للخيامية، إن "أساس الحرفة هو صناعة الخيام للحجاج المسلمين، والتِرك أو الصوان الذي يزيّن الموالد الدينية، ثم تطورت إلى التطريز على الأقمشة، الذي يعمل فيه غالبية حرفيي الخيامية في الوقت الحالي".

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2015/07/6.jpg

يؤكد أبو كمال، الذي يعمل في هذه المهنة منذ أربعين عاماً، أن "الرسم والتطريز على القماش يتطلب الإتقان والصبر والحرفية العالية، إذ تبدأ الخطوات برسم التصميم على قماش التيل المصري المميز باللون العاجي، ثم يقوم الحرفي بتخريم الرسمة ونثر بودرة مخصصة للقماش لتحديد التصميم، والخطوة الأخيرة هي عملية التطريز بوحدات القماش الملونة".

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2015/07/10.jpg

تبرز الرسوم الفرعونية خصوصاً زهرة اللوتس، والزخارف الإسلامية، والخطوط العربية على تصاميم الخيامية، وقد تستغرق القطعة الواحدة شهراً كاملاً لإتمامها، بحسب مقاس القطعة المطلوبة ونوعية الرسوم المطرزة عليها، ويصل سعر بعض القطع إلى آلاف الجنيهات.

وفي حين يقول البعض إن هذه الحرفة مهددة بالانقراض، يشدد الحرفي حسام فاروق، الذي يعمل في هذه الحرفة منذ 25 عاماً، على أنها "حرفة من التراث يصعب اندثارها، قد تشهد إهمالاً على المستوى المحلي، لكنها في أوروبا والدول العربية من الحرف التراثية المتميزة".

https://raseef22.com/wp-content/uploads/2015/07/4.jpg

يقام معرض سنوي في لندن لمشغولات الخيامية إلى جانب حرف يدوية متعددة ذات تراث عربي، يشارك فيه حسام، أو "صاحب الأصابع الذهبية" كما يلقبونه في المهرجان، بسبب مهاراته العالية في الرسم والتطريز على القماش.

لم تتوقف هذه الحرفة التراثية على التطريز باليد، فتم في السنوات العشر السابقة استخدام أساليب الطباعة الحديثة فيها، وتعددت منتجاتها لتشمل الستائر، والأقمشة المزخرفة التي تستخدم كبطانيات أو لتزيين الشوارع والأفراح في الأحياء الشعبية.

تعدٰ الخيامية من وسائل الجذب السياحي أيضاً، خصوصاً أن ورش ومحالّ الخيامية، محاطة بمناطق أثرية كشوارع الحسين، وخان الخليلي، والمعز، التي تستقبل مئات السائحين من مختلف الجنسيات.



شاهد معنا هذا المقطع

https://www.youtube.com/watch?v=Ie0-8pkdSs8


أنتقاء خيال ~

تقيييكم ~

هزاع محمدالعاصمي
29-06-2018, 11:17 PM
يمال العافيه ياخيال
جميل استغلال الخامات المستهلكة هنا
وهذى فن الوحدة معروف باستخدام الخامات المستهلكة وتوضيفها فنيا في تجميل الأمكنة
والاسواق والمساكن اسعدني المرور من هنا وانت
في حد ذاتك إضافة جميلة ورائعة لهذى المكان من
الاعماق كل الشكر

مهرة يام
29-06-2018, 11:31 PM
يعطيك العافيه خيال
على الموضوع القيم والرائع
لاهنت على مجهودك

رحيل
30-06-2018, 12:19 AM
طرح رائع ومميز
لاهنت خيال

ملكة الرواسي
02-07-2018, 12:16 AM
يعطيك العافية خيال على نقلك

النجلاء
02-07-2018, 01:11 AM
خيال
يعطيك العافيه ع الموضوع الرائع
شاكره لك وجودك ومجهودك
تقديري لسموك
النجلاء

خيال مطير
30-08-2018, 02:09 AM
يعطيكم العافيةة مشكورين ع المرور