خيال مطير
08-04-2016, 01:31 PM
تعرف على الرحلة الروسية السرية إلى الحجاز
8 أبريل, 2016 , 5:53 ص
http://al-marsd.com/wp-content/uploads/2016/04/4343534.jpg
صحيفة المرصد – متابعات : تحتل مكة المكرمة في نفوس المسلمين المكانة الأرفع بين سائر المدن، فهي قبلتهم في الصلاة، وفيها ولد ونشأ وعاش خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، ومنها انطلقت دعوة الحق ورسالة الإسلام، وفيها الحرم المكي الشريف، والكعبة الطاهرة والبيت العتيق الذي بنى أسسه أبونا آدم عليه السلام ورفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإلى مكة والمشاعر المقدسة تهوي أفئدة المسلمين ويحجون في كل عام ليؤدوا الركن الخامس من أركان الدين الحنيف.
لهذا وغيره حظيت مكة المكرمة باهتمام بين العلماء والمؤلفين المسلمين لم تلقه أي مدينة أخرى، وألفوا في تاريخها وجغرافيتها مئات الكتب من مطولات تبلغ عدة مجلدات ومختصرات في مجلد لطيف.
كما لقيت هذه المدينة اهتماما كبيرا من قبل غير المسلمين، وكتبت مؤلفات كثيرة عنها منذ مئات السنين، وكانت بطبيعة الحال منقولة في الأغلب عن مصادر إسلامية، ثم جاءت بعد ذلك محاولة الاكتشاف الحقيقي من قبلهم لهذه المدينة، ومشاهدتهم عيانا لمشاعر الحج ووصفها، فقام عدد من الغربيين ممن أسلم أو ادعى الإسلام بالرحلة إلى مكة.
مسيحيون في مكة
الدخول إلى مكة المكرمة محرم على غير المسلمين، لذلك لجأ كثير من الغربيين إلى ادعاء الإسلام والتستر بأسماء إسلامية كي يتمكنوا من دخول مكة ومشاهدتها ومشاهدة الكعبة والحرم ومشاهدة مشاعر الحج، وقد ألف أوجست رالي كتابا بعنوان “المسيحيون في مكة” يعرض فيه انطباعات بعض الرحالة الغربيين الذين زاروا مكة المكرمة بدءا من لودفيكو فارتيما (1503) وانتهاء بالرحالة كورتيملون (1894)، وبعد هذا التاريخ نجد عددا منهم أبرزهم الهولندي سنوك هورخرونيه، وفي كتاب جاكلين بيرين “اكتشاف جزيرة العرب” نجد عددا من هؤلاء الرحالة الغربيين، كما نجد مثل ذلك عند روبن بدول في “الرحالة الغربيون في جزيرة العرب”.
وكل هؤلاء الرحالة تظاهروا بالإسلام، وبعضهم يبدو أنه أسلم عن قناعة أمثال الرحالة والمستشرق السويسري بوركهات. وتختلف أغراضهم وأهدافهم من وراء دخولهم إلى مكة، فيعضهم كان هدفه الاستكشاف، والبعض الآخر هدفه ديني، وآخرون هدفهم سياسي إضافة إلى دوافع أخرى.
الدول الغربية والاهتمام بالحج
اهتمت الدول الغربية بالحج، وتابعته من كثب ولهذا الاهتمام أسباب متعددة من بينها وفق ما أوردت صحيفة الاقتصادية:
1 – وجود رعايا من المسلمين لهذه الدول يقومون بأداء فريضة الحج.
2 – خضوع بعض الدول الإسلامية للاستعمار من تلك الدول الغربية، وبالتالي أصبحت وزارة خارجية الدولة الغربية المستعمرة مسؤولة عن تنظيم ورعاية شؤون حجاجا الدولة الإسلامية التي تحتلها.
3 – خوف الغربيين والمستعمرين من أن يكون الحج جامعة إسلامية، يناقش فيها زعماء وعلماء العالم الإسلامي شؤون الأمة الإسلامية ويتحدون ضد المستعمر.
ومن أجل هذه الأسباب وغيرها جاء اهتمام روسيا بالحج، فقد شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر مرحلة تعاظم نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وفي آسيا الوسطى، وشهد عام 1898 ضم تركستان الإسلامية إلى روسيا، وأنضم إلى الإمبراطورية الروسية الملايين من المسلمين علاوة على الشعوب الإسلامية التي كانت تعيش فيها من قبل، وبلغ عدد الرعايا المسلمين في الإمبراطورية الروسية 16 مليون نسمة.
وحرصت روسيا على تقييم الحج من جميع جوانبه السياسية والدينية والطبية والوبائية، وعلى الحصول على معلومات شاملة وصادقة من مصدرها الأول، لذا نشأت فكرة إرسال ضابط روسي مسلم إلى مكة، ووقع الاختيار على عبد العزيز دولتشين، وهو ضابط روسي مسلم ولد في عام 1861 لعائلة تترية، وكان والده ضابطا كبيرا في الجيش الروسي، تخرج عبد العزيز ضابطا في مدرسة الإمبراطور بافل العسكرية في بطرسبورج، ودرس بعدها اللغات الشرقية وأتقن العربية والتركية والفارسية إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، ولغته القومية الروسية.
دولتشين في مكة
كلفت هيئة الأركان العامة عبد العزيز دولتشين بالسفر إلى مكة وكتابة تقرير شامل ومفصل عن رحلته ومرئياته وانطباعاته، وبدأ دولتشين رحلته عام 1898م، ولما عاد من مكة أعد تقريره للطباعة، ونشر عام 1899م، وفي التسعينيات قام يفيم زيزفان بتاليف كتاب “الحج قبل مائة سنة، الصراع الدولي على الجزيرة العربية والعالم الإسلامي” ضمن فيه هذا التقرير كاملا إضافة إلى عدة ملاحق الأول منها بعنوان “وصف طريق الحج للملا ميرزا عليم طشقندي” والثاني “وصف بوابات كعبة الله والأماكن المقدسة” للملا ميرزا عليم طشقندي نفسه، والثالث: “منطقة المسلمين المقدسة في الجزيرة العربية” للحاج سليم غيري سلطانوف، والرابع: “مكة مدينة المسلمين المقدسة” للحاج عيشايف والخامس: “الحج من وجهة نظر روسية” لتشير يفانسكي.
وختم الملاحق بوثيقة وزارة الداخلية الصادرة في 21 آذار (مارس) 1902 عن الدائرة الطبية، القسم الخاص بالأمراض الوبائية، حول الموافقة على مشرعو “القواعد المؤقتة بصدد حج المسلمين”.
يوميات دولتشين
بدأ دولتشين حديثه بيوميات السفر إلى مكة، واصفا رحلته وتحركاته خطوة بخطوة ومحددا الوقت بدقة، وهو حديث طويل ممتع أتى فيه على ذكر المدن والدول التي مر بها في طريقه من روسيا إلى مكة، والشخصيات التي التقاها خلال هذه الرحلة، والمتاعب التي واجهته. وصلت الباخرة التي تقله إلى جدة في التاسع من نيسان (أبريل) 1898، وأقام فيها إلى يوم 12 نيسان (أبريل)، حيث غادرها إلى مكة وسكن في شقة تطل على الكعبة ويذكر في يومياته أنه في يوم 15 نيسان (أبريل) تم القبض قرب ماء زمزم على كافر قد تسلل إلى مكة، وسألهم ماذا سيصنع به فأجابوه جميعا إنهم لن يفعلوا به شيئا، وإنهم سيرسلونه إلى القنصل في جدة وذكر أنه كان يتوقع تعصبا أكثر.
تقرير دولتشين
كتب دولتشين تقريرا عن مأموريته إلى الحجاز طبع عام 1899م في المطبعة العسكرية بسانت بطرسبورج، ويقع هذا التقرير في سبعة فصول وخاتمة، والفصول هي:
1 – معلومات تمهيدية موجزة عن الحجاز: الحدود، طوبوغرافية السطح، النباتات والحيوانات، المناخ، السكان خارج المدن، التجارة والصناعة عند السكان الرحل (البدو)، الوضع السياسي في الحجاز، التقسيم الإداري، القوات المسلحة، ميزانية الحجاز.
2 – أساليب وسبل حركة الحج في الحجاز: خصائص ظروف المواصلات، القافلة والركب، البدو وعمليات النهب والاعتداء، المحملان السوري والمصري، سبل الحجاج في الحجاز، الطريق من جدة إلى مكة ومنها إلى عرفات، السبل بين مكة والمدينة المنورة، الطريق بين المدينة المنورة وينبع.
3 – مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما من النقاط الآهلة في الحجاز وأهميتها من حيث الحج: مكة المكرمة: موقع، البيوت، المباني العامة، الشوارع، السكان، أشغال سكان مكة، النظام النقدي، تجارة الرقيق، الظروف الصحية في مكة، الماء، حالة البيوت، حالة الشوارع والبازارات، المسلخ، المقبرتان، الظروف المناخية في مكة، المستشفى والصيدليات، السلطات الإدارية والقضائية، البريد والبرق، مدينة الطائف، المدينة المنورة، الشوارع، البيوت، سكان المدينة وأشغالهم، الظروف الصحية في المدينة المنورة، الماء، حالة البيوت، حالة الشوارع، المسلخ، المقبرة، الظروف المناخية،
المستشفى، المدارس الدينية، المكتبات، سلطات المدينة، البساتين في ضواحي المدينة المنورة بوصفها منفى، ينبع، موقع المدينة والبيوت، السكان وأشغالهم، الظروف الصحية في ينبع، الظروف المناخية، الإسعاف الطبي، سلطات المدينة، جدة.
4 – عن الحج عموما.
5 – حجاج المسلمين الروس وظروفهم الصحية: عدد الحجاج المسلمين الروس عام 1898 (وذكر أنهم قليلون هذه السنة (450) فقط، بسبب منع إعطاء جوازات السفر للحج، وهم عشر العدد، أصناف الحجاج، الأسباب الرئيسة التي تحمل على الحج، مقدار المبلغ الضروري لأجل الحج، الاستعدادات للسفر، الحصول على جوازات السفر، الخروج من حدود روسيا، القسطنطينية بوصفها نقطة متوسطة مهمة، السفر إلى جدة، النزول في جدة أو في ينبع، الرأس الأسود، الانتقال إلى مكة، الوصول إلى مكة، الإقامة في مكة قبل الانطلاق إلى عرفات، الانطلاق إلى عرفات، الإقامة في عرفات، مزدلفة، منى، العودة إلى مكة ورحيل الحجاج، الانتقال إلى المدينة المنورة، الإقامة في المدينة المنورة، الذهاب إلى ينبع، الإقامة في ينبع، المحجر الصحي في الطور، المحجر الصحي في بيروت، زيارة القدس ودمشق والقاهرة، عودة الحجاج إلى روسيا، تأثير الحج في مسلمينا، تأثير حجاجنا في سكان الحجاز، تأثير سائر الأمم الأوروبية.
6 – الحجاج من الدول الأخرى، القشغريون، الفرس، الأتراك، السوريون، المصريون، المغاربة، الأفغان، سكان الهند، الماليزيون، سكان الساحل الشرقي من إفريقيا، سكان الجزيرة العربية، ثم يورد حاصل عدد الحجاج في سنة 1898 وبلغوا حسب إحصائه 100 ألف شخص.
7 – عن أوبئة الكوليرا في الحجاز.
ثم يختم دولتشين بعد ذلك تقريره مطالبا بتطبيق التدابير التي اقترحها في أسرع وقت ممكن لتنظيم قضايا الحج.
8 أبريل, 2016 , 5:53 ص
http://al-marsd.com/wp-content/uploads/2016/04/4343534.jpg
صحيفة المرصد – متابعات : تحتل مكة المكرمة في نفوس المسلمين المكانة الأرفع بين سائر المدن، فهي قبلتهم في الصلاة، وفيها ولد ونشأ وعاش خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، ومنها انطلقت دعوة الحق ورسالة الإسلام، وفيها الحرم المكي الشريف، والكعبة الطاهرة والبيت العتيق الذي بنى أسسه أبونا آدم عليه السلام ورفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإلى مكة والمشاعر المقدسة تهوي أفئدة المسلمين ويحجون في كل عام ليؤدوا الركن الخامس من أركان الدين الحنيف.
لهذا وغيره حظيت مكة المكرمة باهتمام بين العلماء والمؤلفين المسلمين لم تلقه أي مدينة أخرى، وألفوا في تاريخها وجغرافيتها مئات الكتب من مطولات تبلغ عدة مجلدات ومختصرات في مجلد لطيف.
كما لقيت هذه المدينة اهتماما كبيرا من قبل غير المسلمين، وكتبت مؤلفات كثيرة عنها منذ مئات السنين، وكانت بطبيعة الحال منقولة في الأغلب عن مصادر إسلامية، ثم جاءت بعد ذلك محاولة الاكتشاف الحقيقي من قبلهم لهذه المدينة، ومشاهدتهم عيانا لمشاعر الحج ووصفها، فقام عدد من الغربيين ممن أسلم أو ادعى الإسلام بالرحلة إلى مكة.
مسيحيون في مكة
الدخول إلى مكة المكرمة محرم على غير المسلمين، لذلك لجأ كثير من الغربيين إلى ادعاء الإسلام والتستر بأسماء إسلامية كي يتمكنوا من دخول مكة ومشاهدتها ومشاهدة الكعبة والحرم ومشاهدة مشاعر الحج، وقد ألف أوجست رالي كتابا بعنوان “المسيحيون في مكة” يعرض فيه انطباعات بعض الرحالة الغربيين الذين زاروا مكة المكرمة بدءا من لودفيكو فارتيما (1503) وانتهاء بالرحالة كورتيملون (1894)، وبعد هذا التاريخ نجد عددا منهم أبرزهم الهولندي سنوك هورخرونيه، وفي كتاب جاكلين بيرين “اكتشاف جزيرة العرب” نجد عددا من هؤلاء الرحالة الغربيين، كما نجد مثل ذلك عند روبن بدول في “الرحالة الغربيون في جزيرة العرب”.
وكل هؤلاء الرحالة تظاهروا بالإسلام، وبعضهم يبدو أنه أسلم عن قناعة أمثال الرحالة والمستشرق السويسري بوركهات. وتختلف أغراضهم وأهدافهم من وراء دخولهم إلى مكة، فيعضهم كان هدفه الاستكشاف، والبعض الآخر هدفه ديني، وآخرون هدفهم سياسي إضافة إلى دوافع أخرى.
الدول الغربية والاهتمام بالحج
اهتمت الدول الغربية بالحج، وتابعته من كثب ولهذا الاهتمام أسباب متعددة من بينها وفق ما أوردت صحيفة الاقتصادية:
1 – وجود رعايا من المسلمين لهذه الدول يقومون بأداء فريضة الحج.
2 – خضوع بعض الدول الإسلامية للاستعمار من تلك الدول الغربية، وبالتالي أصبحت وزارة خارجية الدولة الغربية المستعمرة مسؤولة عن تنظيم ورعاية شؤون حجاجا الدولة الإسلامية التي تحتلها.
3 – خوف الغربيين والمستعمرين من أن يكون الحج جامعة إسلامية، يناقش فيها زعماء وعلماء العالم الإسلامي شؤون الأمة الإسلامية ويتحدون ضد المستعمر.
ومن أجل هذه الأسباب وغيرها جاء اهتمام روسيا بالحج، فقد شهد النصف الثاني من القرن التاسع عشر مرحلة تعاظم نفوذ روسيا في الشرق الأوسط وفي آسيا الوسطى، وشهد عام 1898 ضم تركستان الإسلامية إلى روسيا، وأنضم إلى الإمبراطورية الروسية الملايين من المسلمين علاوة على الشعوب الإسلامية التي كانت تعيش فيها من قبل، وبلغ عدد الرعايا المسلمين في الإمبراطورية الروسية 16 مليون نسمة.
وحرصت روسيا على تقييم الحج من جميع جوانبه السياسية والدينية والطبية والوبائية، وعلى الحصول على معلومات شاملة وصادقة من مصدرها الأول، لذا نشأت فكرة إرسال ضابط روسي مسلم إلى مكة، ووقع الاختيار على عبد العزيز دولتشين، وهو ضابط روسي مسلم ولد في عام 1861 لعائلة تترية، وكان والده ضابطا كبيرا في الجيش الروسي، تخرج عبد العزيز ضابطا في مدرسة الإمبراطور بافل العسكرية في بطرسبورج، ودرس بعدها اللغات الشرقية وأتقن العربية والتركية والفارسية إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، ولغته القومية الروسية.
دولتشين في مكة
كلفت هيئة الأركان العامة عبد العزيز دولتشين بالسفر إلى مكة وكتابة تقرير شامل ومفصل عن رحلته ومرئياته وانطباعاته، وبدأ دولتشين رحلته عام 1898م، ولما عاد من مكة أعد تقريره للطباعة، ونشر عام 1899م، وفي التسعينيات قام يفيم زيزفان بتاليف كتاب “الحج قبل مائة سنة، الصراع الدولي على الجزيرة العربية والعالم الإسلامي” ضمن فيه هذا التقرير كاملا إضافة إلى عدة ملاحق الأول منها بعنوان “وصف طريق الحج للملا ميرزا عليم طشقندي” والثاني “وصف بوابات كعبة الله والأماكن المقدسة” للملا ميرزا عليم طشقندي نفسه، والثالث: “منطقة المسلمين المقدسة في الجزيرة العربية” للحاج سليم غيري سلطانوف، والرابع: “مكة مدينة المسلمين المقدسة” للحاج عيشايف والخامس: “الحج من وجهة نظر روسية” لتشير يفانسكي.
وختم الملاحق بوثيقة وزارة الداخلية الصادرة في 21 آذار (مارس) 1902 عن الدائرة الطبية، القسم الخاص بالأمراض الوبائية، حول الموافقة على مشرعو “القواعد المؤقتة بصدد حج المسلمين”.
يوميات دولتشين
بدأ دولتشين حديثه بيوميات السفر إلى مكة، واصفا رحلته وتحركاته خطوة بخطوة ومحددا الوقت بدقة، وهو حديث طويل ممتع أتى فيه على ذكر المدن والدول التي مر بها في طريقه من روسيا إلى مكة، والشخصيات التي التقاها خلال هذه الرحلة، والمتاعب التي واجهته. وصلت الباخرة التي تقله إلى جدة في التاسع من نيسان (أبريل) 1898، وأقام فيها إلى يوم 12 نيسان (أبريل)، حيث غادرها إلى مكة وسكن في شقة تطل على الكعبة ويذكر في يومياته أنه في يوم 15 نيسان (أبريل) تم القبض قرب ماء زمزم على كافر قد تسلل إلى مكة، وسألهم ماذا سيصنع به فأجابوه جميعا إنهم لن يفعلوا به شيئا، وإنهم سيرسلونه إلى القنصل في جدة وذكر أنه كان يتوقع تعصبا أكثر.
تقرير دولتشين
كتب دولتشين تقريرا عن مأموريته إلى الحجاز طبع عام 1899م في المطبعة العسكرية بسانت بطرسبورج، ويقع هذا التقرير في سبعة فصول وخاتمة، والفصول هي:
1 – معلومات تمهيدية موجزة عن الحجاز: الحدود، طوبوغرافية السطح، النباتات والحيوانات، المناخ، السكان خارج المدن، التجارة والصناعة عند السكان الرحل (البدو)، الوضع السياسي في الحجاز، التقسيم الإداري، القوات المسلحة، ميزانية الحجاز.
2 – أساليب وسبل حركة الحج في الحجاز: خصائص ظروف المواصلات، القافلة والركب، البدو وعمليات النهب والاعتداء، المحملان السوري والمصري، سبل الحجاج في الحجاز، الطريق من جدة إلى مكة ومنها إلى عرفات، السبل بين مكة والمدينة المنورة، الطريق بين المدينة المنورة وينبع.
3 – مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما من النقاط الآهلة في الحجاز وأهميتها من حيث الحج: مكة المكرمة: موقع، البيوت، المباني العامة، الشوارع، السكان، أشغال سكان مكة، النظام النقدي، تجارة الرقيق، الظروف الصحية في مكة، الماء، حالة البيوت، حالة الشوارع والبازارات، المسلخ، المقبرتان، الظروف المناخية في مكة، المستشفى والصيدليات، السلطات الإدارية والقضائية، البريد والبرق، مدينة الطائف، المدينة المنورة، الشوارع، البيوت، سكان المدينة وأشغالهم، الظروف الصحية في المدينة المنورة، الماء، حالة البيوت، حالة الشوارع، المسلخ، المقبرة، الظروف المناخية،
المستشفى، المدارس الدينية، المكتبات، سلطات المدينة، البساتين في ضواحي المدينة المنورة بوصفها منفى، ينبع، موقع المدينة والبيوت، السكان وأشغالهم، الظروف الصحية في ينبع، الظروف المناخية، الإسعاف الطبي، سلطات المدينة، جدة.
4 – عن الحج عموما.
5 – حجاج المسلمين الروس وظروفهم الصحية: عدد الحجاج المسلمين الروس عام 1898 (وذكر أنهم قليلون هذه السنة (450) فقط، بسبب منع إعطاء جوازات السفر للحج، وهم عشر العدد، أصناف الحجاج، الأسباب الرئيسة التي تحمل على الحج، مقدار المبلغ الضروري لأجل الحج، الاستعدادات للسفر، الحصول على جوازات السفر، الخروج من حدود روسيا، القسطنطينية بوصفها نقطة متوسطة مهمة، السفر إلى جدة، النزول في جدة أو في ينبع، الرأس الأسود، الانتقال إلى مكة، الوصول إلى مكة، الإقامة في مكة قبل الانطلاق إلى عرفات، الانطلاق إلى عرفات، الإقامة في عرفات، مزدلفة، منى، العودة إلى مكة ورحيل الحجاج، الانتقال إلى المدينة المنورة، الإقامة في المدينة المنورة، الذهاب إلى ينبع، الإقامة في ينبع، المحجر الصحي في الطور، المحجر الصحي في بيروت، زيارة القدس ودمشق والقاهرة، عودة الحجاج إلى روسيا، تأثير الحج في مسلمينا، تأثير حجاجنا في سكان الحجاز، تأثير سائر الأمم الأوروبية.
6 – الحجاج من الدول الأخرى، القشغريون، الفرس، الأتراك، السوريون، المصريون، المغاربة، الأفغان، سكان الهند، الماليزيون، سكان الساحل الشرقي من إفريقيا، سكان الجزيرة العربية، ثم يورد حاصل عدد الحجاج في سنة 1898 وبلغوا حسب إحصائه 100 ألف شخص.
7 – عن أوبئة الكوليرا في الحجاز.
ثم يختم دولتشين بعد ذلك تقريره مطالبا بتطبيق التدابير التي اقترحها في أسرع وقت ممكن لتنظيم قضايا الحج.